الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وافق درّ السيل درّ يدفعه
…
يهيضه حينا وحينا يصرعه
قال؛ فتبسّم النبيّ صلى الله عليه وسلم وقال: يا أبا بكر! لقد وقعت من الغلام على باقعة! فقال: أجل يا رسول الله! ما من طامّة إلاّ وفوقها طامّة، والبلاء موكّل بالمنطق.
وكان الغلام دغفل بن حنظلة السدوسي، أعرابيّ أسلم وعاش إلى خلافة معاوية رحمه الله، فوفد عليه، وعجب (42) من علمه واستكبره، وقال له: بم أدركت هذا العلم؟ قال: بلسان سؤول وقلب عقول! غير أنّ للعلم آفة وإضاعة واستجاعة. فآفته النسيان، وإضاعته أن تحدّث به من ليس من أهله، واستجاعته أنّ صاحبه منهوم لا يشبع، ونكده للكذب فيه.
وقول الصّدّيق: أمنكم صاحب العمامة المفردة-ذاك المزدلف كان إذا اعتمّ لم يعتمّ أحد من قومه إجلالا له.
ذكر سنة اثنتين وخمسين ومائة
النيل المبارك في هذه السنة
الماء القديم ذراع واحد وأحد وعشرين إصبعا، مبلغ الزيادة خمسة عشر ذراعا وإصبع ونصف.
ما لخّص من الحوادث
الخليفة المنصور عبد الله بن محمد بن علي. وعزل يزيد بن حاتم عن
مصر، وولّى مكانه عبد الله بن عبد الرحمن، وولّى الخراج محمد بن سعيد، وخزيمة قاضيا.
قلت: قد ذكرت في جميع هذا التاريخ عدّة من نجباء الأبناء من السادة المتقدّمين: وأحبّ أن أذكر هاهنا نتفا من أخبار السادة الصالحين رضوان الله عليهم أجمعين.
روي أنّ أبا عبد الله بن الجلاّء قال، اشتهت أمّي على أبي سمكا فمضى إلى السوق وأنا معه فاشترى سمكا ووقف ينظر إلى من يحمله فإذا صبيّ قد أتاه فقال: يا عمّ! تريد من يحمله؟ قال: نعم! فحمله ومشى معنا فسمعنا الأذان، فقال الصبيّ لأبي: قد أذّن المؤذّن وأحتاج الوضوء فاحفظ سمكك إن أحببت حتّى أعود فأحمله إنّ شاء الله! ووضع الصبيّ السمك ومرّ فقال أبي: نحن أولى بذلك منه فلنتوكّل على الله في السمك! وتركناه ودخلنا المسجد فصلّينا وخرجنا والصبيّ معنا (43) فأتينا السمك فإذا هو موضوع بحاله فحمله الصبيّ إلى دارنا فحدّث أبي أمّي بحديث الصبيّ فقالت: لعلّه الليلة يقيم عندما ليأكل من هذا السمك! فقلنا له ذلك فقال: إني صائم! فقلنا: تعود عند الإفطار! فقال: إني إذا حملت مرة في اليوم لم أعد أحمل في ذلك اليوم، ولكني أدخل هذا المسجد إلى المساء! قال؛ فدخله ودعوناه عند الإفطار فأكل وقلنا: بت عندنا! قال: نعم! فدللناه على الخلاء، ورأيناه يحبّ أن يؤثر الخلوة فأدخلناه بيتا