الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ما لخّص من الحوادث
الخليفة القاهر بالله إلى أن <خلع> وكحّل في تاريخ ما يأتي.
و<محمد بن> تكين بمصر إلى أن عاد ابن كيغلغ. وعزل <ابن> حمّاد عن القضاء وولي محمد بن موسى السرخسي ثم ورد كتاب بإعادة القاضي محمد بن أبي الشوارب الولاية الثانية. واستخلف محمد بن بدر الصيرفي والأمير بمصر يومئذ محمد بن كيغلغ. وعلى الخراج بها محمد بن عليّ الماذرائي.
فيها وثب الغلمان الساجيّة والحجرية على القاهر بالله لستّ خلون من جمادى الآخرة سنة اثنين وعشرين وثلاثمائة، وطولب بالخلع فأبى فأكحل بمسمار محمّى مرّتين بعد أن أقيم بين يدي الراضي بالله وسلّم عليه بالخلافة.
فكان القاهر أول من سمل من الخلفاء. ولم يزل باقيا في دار السلطان إلى أن أخرجه المستكفي بالله في شهر ربيع الآخر سنة ثلاث وثلاثين وثلاثمائة وردّه إلى داره (302) فأقام مدة ثم خرج في يوم جمعة إلى جامع المنصور فعرّف الناس بنفسه وسألهم أن يتصدّقوا عليه! فقام إليه ابن أبي موسى الهاشمي فأعطاه ألف درهم وردّه إلى داره. ولم يزل حتّى توفّي في خلافة المطيع في جمادى الأولى سنة تسع وثلاثين وثلاثمائة؛ وله اثنان وخمسون سنة.
في أيامه ضرب أبو علي ابن شنّبوذ الشيخ المقرئ سبع درر بسبب أنه
قرأ قراءة شاذّة فأمر الوزير ابن مقلة بضربه فضرب فدعا عليه الشيخ بقطع اليد وتشتيت الشمل فأجيبت دعوة الشيخ في الوزير ابن مقلة، وقبض عليه في شوّال سنة ست وعشرين وثلاثمائة في خلافة الراضي بالله استفتي في أمره فقيل إنه سعى في الأرض فسادا فأفتى بقطع يده. واختلف في ذنبه فقيل إنه زوّر على الخليفة. وقيل كاتب عليه. ولمّا قطعت يده أصبح وجلس في الديوان فقيل له:
تعود إلى الخدمة بعدما جرى عليك؟! فقال: إنما أمير المؤمنين أدّبني ولم يصرفني! ثم نسب إليه بعد ذلك أمر آخر فأمر الراضي بالله بقطع لسانه! ولحقه بعد ذلك أمراض مختلفة، وتوفّي في شوّال سنة ثمان وعشرين وثلاثمائة. أجمع المؤرخون أنه نبش بعد دفنه ثلاث مرار من قبره. الأوّل أنّه دفن في دار البلاط ثم نبش وأخرجه ولده ودفنه بالجبّانة. ثم نبشته زوجته ودفنته عندها في تربة لها! والله أعلم!
صفة القاهر بالله: ربعة أسمر، معتدل الجسم، طويل العنق، أصهب الشعر، وافر اللحية، ألثغ، لم يشب. مولده سنة سبع وثمانين ومائتين. والله أعلم.
وزراؤه (303):أبو عليّ ابن مقلة، ثم محمد بن القاسم بن عبيد الله، ثم أحمد بن عبد الله الخصيبيّ.
حجّابه: عليّ بن يلبق مولى مؤنس، ثم سلامة الطولونيّ وسمّاه المؤتمن.