الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ذكر سنة ثلاث وثمانين ومائتين
النيل المبارك في هذه السنة
الماء القديم ستة أذرع وإصبعان. مبلغ الزيادة ستة عشر ذراعا وسبعة عشر إصبعا.
ما لخّص من الحوادث
الخليفة المعتضد بالله أمير المؤمنين. وهارون بن خمارويه بمصر وعمّاله حسبما تقدم من الكلام.
فيها دخل رافع بن هرثمة نيسابور بعد خروج عمرو الصفّار منها، ودعا لمحمد بن زيد الداعي صاحب طبرستان. فلمّا بلغ عمرو رجع ونزل بظاهرها لعشر خلون من ربيع الآخر من هذه السنة وحاصرها إلى أن وقعت بينه وبين رافع وقعة لخمس بقين من رمضان فانهزم رافع في نفر يسير، توجّه نحو خوارزم فقبض عليه صاحبها وقتله في شوّال من هذه السنة. واستقامت البلاد لعمرو الصفّار.
وامتنع عن الطاعة <عمر بن عبد العزيز بن أبي دلف> فأشخص له المعتضد بالله وزيره عبيد الله بن سليمان وغلامه بدر المعتضدي الكبير. وكان شخوصهما لأربع عشرة ليلة خلت من جمادى الآخرة من هذه السنة. فلمّا شارفا الأعمال خرج إليهما عمر مستأمنا يوم السبت لعشر بقين من شعبان من هذه السنة. وقد كان أخوه بكر دخل قبله في الأمان ووعده الوزير وبدر أن يولّياه أعمال أخيه؛ فلمّا دخل أخوه في الأمان (247) قالا لبكر: إنما وعدناك أن نولّيك الأعمال إذ كان أخوك عاصيا، وأمّا إذ أطاع أخوك فلا نعزله عن ولايته،
وأمراه بالمضيّ مع أخيه إلى باب أمير المؤمنين المعتضد بالله. فوليا عيسى النوشريّ إصبهان من قبل عمر حتى يعود من باب الخلافة. فهرب بكر عند ذلك مظهرا الخلاف، وسار عمر يطلب الباب. وكتب الخليفة إلى بدر يأمره بطلب بكر وأن لا يقفل حتّى ينجز أمره. ووصل عمر إلى بغداد في يوم الاثنين لأربع بقين من شوّال فأمر الخليفة للقواد بلقائه وتلقّاه القاسم ابن الوزير عبيد الله وأوصله إلى حضرة أمير المؤمنين، وأمر أن تفاض عليه الخلع، وحمله على دابة بسرج ذهب ولجام مثله، وخلع على أخيه الهطّال، وعلى ولدين لعمر وعلي وابن لأخيه أحمد وأقاما ببغداد مطلقين، واسم الولاية لعمر إلى أن قبض عليهم لخمس بقين من شوّال سنة ست وثمانين فمات عمر في السجن وكذلك الهطّال في المحرم سنة ثمان وثلاثمائة ببغداد على أيام الإمام المقتدر بالله. وقام بأمر آل أبي دلف في هذه السنة بكر بن عبد العزيز الخامس من آل أبي دلف. ولمّا هرب بكر أظهر الخلاف، ومضى إلى الأهواز وواليها وصيف فسار ليطرده عنها فلحقه وباتا ليغاديا القتال فسار بكر تحت الليل وعاد إلى إصبهان. وكتب المعتضد إلى بدر يأمره بالبقاء بالجبال حتّى يأخذ بكرا فبعث إليه عيسى النوشريّ فهزمه بكر وفرّ بين يديه. ولبكر قصيدة يصف فيها هربه من بين يديه أوّلها (من الخفيف):
قالت البيض قد تغيّر بكر
…
وبدا بعد وصله منه هجر
(248)
وفي هذه السنة حكم المنجّمون بغرق الأقاليم بالماء وأن يكون طوفانا فأصاب الناس تلك السنة قحط وغارت جميع المياه، وانقطع جريان