الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
السؤال؟! قال؛ فبان الخجل في إبراهيم فتشوّف القاضي إليه ففهم منه أنه يريد سؤاله؛ فقال: ما داء الخمار أيّها القاضي؟ قال: فتنحنح القاضي حتى أصلح صوته وقال؛ قال (192) الله تعالى {ما آتاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَما نَهاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا} ،وقال سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم: إستعينوا على كلّ صنعة بصالح أهلها؛ وقال الأعشى (من المتقارب):
وكأس شربت على لذّة
…
وأخرى تداويت منها بها
وقال أبو نواس (من البسيط):
دع عنك لومي فإنّ اللوم إغراء
…
وداوني بالتي كانت هي الداء
قال؛ فتهلّل وجه إبراهيم ابن الواثق بعد الخجل وقال لمحمد بن عبد الملك: لم لا كنت مثل سيّدنا قاضي القضاة أتى بآية من كتاب الله، وخبر عن رسول الله، واستشهد ببيتين من أشعار شعراء الجاهليّة والإسلام؛ فلله درّه من قاض! قال؛ ولم يكن قيل لقاض قبل ذلك اليوم «سيّدنا» من بيت خلافة قطّ! فعاد محمد بن عبد الملك يودّ الأرض لو <أنّها> ابتلعته.
ذكر سنة اثنين وثلاثين ومائتين
النيل المبارك في هذه السنة
الماء القديم أربعة أذرع وثمانية أصابع. مبلغ الزيادة خمسة عشر ذراعا وستة عشر إصبعا.
ما لخّص من الحوادث
الخليفة هارون الواثق بالله بن محمد المعتصم بالله إلى أن توفّي في هذه
السنة في تاريخ ما يذكر. وفيها توفي عيسى بن منصور وولي مكانه هرثمة بن النضر. والوليد وأحمد بحالهما. وكذلك ابن أبي الليث قاضيا بحاله.
توفّي الواثق بالله إلى رحمة الله تعالى لستّ بقين من ذي الحجّة من هذه السنة، وصلّى عليه القاضي أحمد بن أبي دؤاد، (193) ودفن بالهاروني وله ست وثلاثون سنة. وقيل: تسع وثلاثون سنة. وكانت ولادته سنة ست وتسعين ومائة. مدة خلافته خمس سنين وتسعة أشهر وثلاثة عشر يوما. والله أعلم.
صفته: أبيض إلى الصفرة، جميل، وسيم، في عينه اليمين نكتة بياض.
وزراؤه: محمد بن عبد الملك الزيّات من أول خلافته إلى أن توفّي.
حجّابه: إيتاخ التركي ثم وصيف مولاه ثم أحمد بن عمّار وقوصرة.
نقش خاتمة: الله ثقة الواثق بالله. وقيل: محمد رسول الله وخاتم النبيّين.