الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ظفر الحبيب بقلب دنف
…
فيك والسقم بجسم ناحل
فهما بين اكتئاب وضنى
…
تركاني كالقضيب الذابل
فبكى العاذل لي رحمة
…
فبكائي لبكاء العاذل
فتمايل طربا وقال: يا بليق! كم معك لنفقتنا؟ قال: ثمان مائة دينار! قال:
إقسمها بيني وبين خالد! فدفع لي نصفها وانصرفت.
<وفيها ولد أبو داود سليمان بن الأشعث الأزدي السجستاني>.
ذكر سنة ثلاث ومائتين
النيل المبارك في هذه السنة
(153)
الماء القديم خمسة أذرع وثمانية عشر إصبعا. مبلغ الزيادة سبعة عشر ذراعا وعشرة أصابع.
ما لخّص من الحوادث
الخليفة عبد الله المأمون بن هارون الرشيد. والسريّ كذلك. وفيها وثب الجرويّ على أسفل الأرض وغلب عليها.
وفيها كانت الزلزلة بمرو حتّى سقطت منارة المسجد، وسقط المسجد الجامع ببلخ ونحو من ربع المدينة.
وفيها توفّي علي الرضا رضي الله عنه. ودخل المأمون بغداد يوم السبت
لثلاث عشرة ليلة بقيت من صفر. ورجع الناس إلى السواد وخلعوا الخضرة.
قلت: قد تقدّم القول في ذكر جحظة ولم ننسبه فلعلّ النفس تتشوّف لذكره؛ هو أبو الحسن أحمد بن جعفر بن موسى بن يحيى بن خالد بن برمك.
ولقّب جحظة. قال أبو الحسن علي بن محمد بن مقلة الوزير الآتي ذكره في مكانه إن شاء الله تعالى؛ سألت جحظة عن لقبه من لقّبك بهذا؟ فقال:
عبد الله بن المعتزّ لقيني يوما فقال: ما حيوان إذا عكسته صار آلة للمراكب البحرية؟ فقلت: علق إذا عكس صار قلعا! قال: أحسنت يا جحظة! فلزمني اللقب. وكان أقبح خلق الله منظرا، وأحسنهم مخبرا؛ ولذلك قال ابن الرومي فيه (من الكامل):
نبّئت جحظة يستعير جحوظه
…
من فيل شطرنج ومن سرطان
يا رحمتا لمنادميه تحملّوا
…
ألم العيون للذّة الآذان
وكان طيّب الغناء، ممتدّ النفس، حسن الشعر والنادرة والحكاية؛ لا يكاد يملّ. ولا تزال تندر له الأبيات الجيّدة. وهو القائل:
جانبت أكثر لذّتي وشرابي
…
وهجرت بعدك عامدا أصحابي
فإذا كتبت لكي أنزّه ناظري
…
في حسن لفظك لم تجد بجوابي
(154)
إن كنت تنكر ذلّتي وتلدّدي
…
ونحول جسمي وامتداد عذابي
فانظر إلى جسدي الذي موّهته
…
للناظرين بكثرة الأثواب
وهو القائل (من مجزوء الكامل):
وإذا جفاني صاحب
…
لم أستجز ما عشت قطعه
وتركته مثل القبو
…
ر أزوره في كلّ جمعه