الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وولي القضاء أبو بكر بكّار بن قتيبة من ولد أبي بكر الصدّيق رضي الله عنه.
وفيها كان تغيّر المنتصر على أبيه المتوكّل وحالف عليه جماعة من كبار القوّاد. وسبب ذلك أنّه لمّا صفت الدنيا للمتوكّل وأمن حوادث الزمان؛ وكان قد رفع المحنة في الدين، ومنع الناس من الجدل ألبتّة؛ ثم إنّه أخذ البيعة لأولاده الثلاثة محمد المنتصر-وهو الأكبر من ولده-ثم للمعتزّ ثم للمؤيّد. ثم إنّه بلغه عن ابنه المنتصر كلام أغراه عليه؛ فيقال إنّ المتوكّل كان يغلو في بغض عليّ بن أبي طالب عليه السلام، وأنّ المنتصر أخذ عليه في شيئ من ذلك؛ فأخّر المنتصر عن ولاية عهده وقدّم المعتزّ، وجعل أمر المنتصر راجعا للمعتز إن شاء كان وليّ عهده وإن شاء لم يكن. فأغرى ذلك المنتصر على قتله في تاريخ ما يأتي من ذكر ذلك إن شاء الله تعالى. ثم عاد يسبّ ولده المنتصر، ويسبّ أمّه، ويسخر به، ويأمر الذين يحضرون مجلسه من أهل السخف بسبّه. فلم يزل المنتصر يتسبّب ويسعى في قتله حتّى قتله.
ذكر سنة سبع وأربعين ومائتين
النيل المبارك في هذه السنة
(204)
الماء القديم خمسة أذرع وعشرون إصبعا. مبلغ الزيادة سبعة عشر ذراعا وأربعة عشر إصبعا.
ما لخّص من الحوادث
الخليفة جعفر المتوكّل على الله إلى أن قتل في تاريخ ما يأتي. ويزيد
بمصر على حربها. وسليمان بن وهب مستقلاّ بالخراج بمفرده. والقاضي بكّار رضي الله عنه على القضاء. وقيل: في هذه السنة كانت ولاية ابن أبي الردّاد المقياس بالنيل المبارك.
قتل المتوكّل على الله ليلة الأربعاء لثلاث خلون من شوّال من هذه السنة، وله أربعون سنة. ودفن بمكان يقال له الجعفري. وقتل معه الفتح بن خاقان. وذلك أنّ المتوكّل كان جالسا في تلك الليلة في مجلس الشراب والفتح مجالسه. وكان زرافة التركي الحاجب قائما بالباب فأتاه المنتصر وقد أتقن الأمر مع غلمان أبيه فأخذ بيد زرافة الحاجب وعاد يحدّثه ومشى به وشاغله، ودخل لغلمان المتّفقين على المنحسة فجذب باغر التركي الصمصامة التي كان بحملها على رأسها وضربه على عاتقه خالط أمعاءه فرمى الفتح بنفسه عليه فقتل أيضا معه.
نكتة: بلغ المتوكّل رحمه الله أنّ صمصامة عمرو بن معدي كرب الزبيدي عند أهله فنفذ شراها منهم بألف ناقة وعشرة بدر دراهم وخمسة أكياس ذهب وعشرة تخوت قماش! ويوم أحضرت صنع وليمة لم ير الناس مثلها وخلع وأنعم على سائر القوّاد والأعيان، وسلّمها لباغر التركي وقدّمه على جميع حملة السلاح، وأمره أن يحملها على رأسه. فكان أول ما انتضاها عليه وقتله بها.
نكتة أخرى: قيل لم يل الخلافة من اسمه جعفر إلاّ المتوكّل والمقتدر (205) فقتل المتوكّل ليلة الأربعاء، وقتل المقتدر يوم الأربعاء.
نكتة أخرى: وذلك أنّ أعرق الخلفاء المنتصر بن المتوكّل بن المعتصم ابن الرشيد بن المهدي بن المنصور. قتل أباه ولم يعش بعده إلاّ ستّة أشهر؛ وأعرق الملوك من الأكاسرة شيرويه بن أبرويز بن هرمز بن نرسي بن أنوشروان بن قباذ بن فيروز بن يزدجرد بن بهرام جور بن يزدجرد الأثيم بن بهرام بن سابور بن هرمز بن نرسي بن بهرام بن بهرام بن بهرام بن سابور بن أردشير بن بابك؛ عدّة عشرين ملك إلى جدّه أردشير؛ قتل أباه أبرويز فلم يعش بعده إلاّ ستّة أشهر.
صفته: أسمر، كبير العينين، نحيف، خفيف العارضين، ربعة، أقنى.
حجابه: وصيف التركي ثم ابن عاصم ثم يعقوب قوصرة ثم المرزبان.
نقش خاتمه: العزّة لله. وقيل: وعلى الله توكلت. وقيل: على إلهي اتكالي.