الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ذكر سنة اثنتين وثلاثمائة
النيل المبارك في هذه السنة
الماء القديم أربعة أذرع وعشرون إصبعا. مبلغ الزيادة ستة عشر ذراعا وخمسة عشر إصبعا.
ما لخّص من الحوادث
(283)
الخليفة المقتدر بالله أمير المؤمنين. وتكين بمصر. وعقد لأبي النمر أحمد بن صالح على برقة، وبعث معه جيشا فيه جمع كبير فسار أبو النمر إلى برقة في سنة ثلاثمائة وأنس بها، وفرض بها فروضا، وحسن أثر ولايته.
فلمّا كان في هذه السنة بعث إليه صاحب إفريقية حباسة بن يوسف رجلا من البربر من كتامة فجرت بينهما حروب وأمور كثيرة، وانهزم أبو النمر وتبعه حباسة وكان في مائة ألف أو يزيدون فدخل إسكندريّة. وقدمت الجيوش من الشرق معهم القاسم بن سليمان منجدة لأمير مصر تكين، وقدم معهم أحمد بن كيغلغ وأبو قابوس. وخرج تكين بجيوشه إلى الجيزة، وسار حباسة من الإسكندريّة، ونودي بالنفير في الفسطاط فلم يتخلّف أحد عن الخروج إلى الجيزة. ثم وافاهم حباسة بجيشه فالتقوا وكثرت القتلى بينهم، وقلّت رجال حباسة وقتلوا أشدّ قتل وانهزم الباقون، وركبت أهل مصر أكتافهم ومضوا على وجوههم ولم يفرّق بينهم إلاّ الليل. وكان لحباسة كمين فخرج على المصريين، وتحايت
أصحابه، واضطرب العسكر المصري أشدّ اضطراب ثم أقاموا يومين ورجع المصريون إلى الفسطاط. ثم كانت بينهم وقعة ثانية انهزمت جيوش حباسة وقتلوا وهربوا إلى نحو المغرب لا يلوي بعضهم على بعض، وتمزّقوا كلّ ممزّق.
وفيها دخل الناصر العلويّ مدينة آمل. وكان لمّا دخل طبرستان وملكها فوّض أمر الجيش للحسن بن القاسم العلوي فاستبدّ بالأمر، واصطنع الرجال، ووسّع عليهم في العطاء. ثم قبض على الناصر وحبسه. فاستكبر (284) الديلم هذا الفعل واجتمعوا وحضروا إلى القاسم وطالبوه به وبإخراجه، ووثب إليه ليلى بن النعمان وأخوه-وهما من أكبر القواد-وقالا: إن أفرجت عنه الساعة وإلاّ قتلناك! فأخرجه لهم وهرب إلى بلاد الجيل فأطاعوه وتلقّب بالداعي. فتكلّم الناس عند الناصر أن يردّه ويولّيه جيشه وعهده؛ وكان الناصر قد ولّى الجيش لليلى بن النعمان؛ فأجاب. وعاد الحسن بن القاسم فوفى له الناصر بذلك وزوّجه ابنة ولده علي بن الناصر. ولم تزل أمورهما مستقيمة إلى أن توفّي الناصر في سنة أربع وثلاثمائة حسبما يأتي من ذكره إن شاء الله.
وفيها ولد المتنبّي الشاعر المشهور.
وفيها توفّي الشاه بن ميكائيل رحمه الله.