الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
نفس المدامة أطيب الأنفاس
…
وجليس كأسك أظرف الجلاّس
فإذا خلوت بشربها في مجلس
…
فاكفف لسانك عن عيوب الناس
في الكأس مشغلة وفي لذّاتها
…
فاجعل حديثك كلّه في الكاس
(136) ذكر سنة خمس وتسعين ومائة
النيل المبارك في هذه السنة
الماء القديم أربعة أذرع وثمانية عشر إصبعا. مبلغ الزيادة خمسة عشر ذراعا وإحدى وعشرون إصبعا.
ما لخّص من الحوادث
الخليفة محمد الأمين بن هارون الرشيد. وعزل حاتم بن هرثمة وولّى مكانه جابر بن الأشعث الطائي حربا وخراجا؛ وهو الذي بنى قبّة الهوى.
والقاضي هاشم البكري بحاله مستمرا.
ومن شعر أبي نواس في الغزل (من المنسرح):
ضممته ضمّ بارد الضمّ
…
لا كأب مشفق ولا أمّ
ألثمه في الدجى وبرق ثنا
…
ياه يريني مواقع اللثم
ولم نزل والظلام يشملنا
…
جسمين مستود عين في جسم
ثم افترقنا بعد العناق وقد
…
أثّرت فيه كهيئة الختم
وقال في غلام ذمّي (من البسيط):
يا من إذا درس الإنجيل ظلّ له
…
قلب التقيّ عن القرآن منحرفا
رأيت شخصك في نومي فعانقني
…
كما تعانق لام الكاتب الألفا
وقوله (من البسيط):
إني لأحسد لا في أسطر الصحف
…
إذا رأيت اعتناق اللام بالألف
ومنه (من البسيط):
وما أظنّهما طال اعتناقهما
…
إلاّ لما لقيا من شدّة الشغف
وقوله (من الطويل):
ولم أنس ما عاينته من جماله
…
وقد زرت في بعض الليالي مصلاّه
ويقرأ في المحراب والناس حوله
…
ولا تقتلوا النفس التي حرّم الله
فقلت تدبّر ما تقول فإنها
…
فعالك يا من تقتل الناس عيناه
وقال (من البسيط):
وشادن شافعيّ الفقه قلت له
…
وزند نار الهوى في مقلتي واري
بالله فيما بنار الهجر تقتلني
…
فقال عندي يجوز القتل بالنار
ومن قصائده الطنّانات (من البسيط): (137)
لا تبك ليلى ولا تطرب إلى هند
…
واشرب على الورد من حمراء كالورد
كأس إذا انحدرت في حلق شاربها
…
أرتك حمرتها في العين والخدّ
فالخمر ياقوتة والكأس لؤلؤة
…
من كفّ لؤلؤة ممشوقة القدّ
تسقيك من يدها خمرا ومن فمها
…
خمرا فما لك من سكرين من بدّ
لي نشوتان وللندمان واحدة
…
شيئ خصصت به من دونهم وحدي
وله في المعنى (من الكامل):
أنظر إلى شمس القصور وبدرها
…
وإلى خزاماها وبهجة زهرها
لم تلق عينك أبيضا في أسود
…
جمع الجمال كوجهها في شعرها
وردية الوجنات تختبر اسمها
…
من حسنها لا ما تخطّ بحبرها
وتمايلت فضحكت من أردافها
…
عجبا ولكني بكيت لخصرها
تسقيك كأس مدامة من عينها
…
ممزوجة بمدامة من ثغرها
وروي أنّ أبا نواس لمّا سمع أبا الشيص الأعمى يقول (من الكامل):
وقف الهوى بي حيث أنت فليس لي
…
متأخّر عنه ولا متقدّم
أجد الملامة في هواك لذيذة
…
حبا لذكرك فليلمني اللوّم
أشبهت أعدائي فصرت أحبّهم
…
إذ كان حظّي منك حظّي منهم
وأهنتني فأهنت نفسي قاصدا
…
ما من يهون عليك ممن يكرم
قال؛ وددت لو أخذ شعري كلّه في هذا المقطوع.
ولمّا مات الرشيد رحمه الله وجلس الأمين؛ قال (من المنسرح):
جرت جوار بالسعد والنحس
…
فالناس في مأتم وفي عرس
تضحكنا دولة الأمين وتبكين
…
نا وفاة الرشيد بالأمس
بدران بدر ببغداد في الخ
…
لد وبدر بطوس في الرمس
(138)
قال حمزة: صادف أبو العتاهية أبا نواس وهو ثمل فقال له: أما آن لك أن تنتهي؟ أما آن لك أن تنزجر؟! فقال (من مجزوء الرمل):
أتراني يا عتاهي
…
تاركا تلك الملاهي
أتراني مفسدا بال
…
نسك عند القوم جاهي؟!
ثم خطا غير بعيد وعاد وهو يقول (من السريع):