الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وعبد الكريم بن أبي العوجاء، ورجل من الأزد لا يذكر؛ فكانوا يجتمعون في منزل الأزدي ويختصمون عنده. فأمّا عمرو وواصل فصاروا إلى القول بالاعتزال، وأمّا عبد الكريم وصالح فصحّحا الثنوية، وأمّا بشّار فبقي محيّرا مخلّطا (58)،وأمّا الأزديّ فمال إلى قول السمنية-وهو مذهب من مذاهب الهند، وبقي ظاهره على ما كان عليه ويظهر للناس بذلك.
قلت: هذا الكلام ممّا رواه أبو الفرج صاحب الأغاني في كتابه. وجرّه هاهنا ذكر بشّار بن برد والعهدة فيه على ناقله في الأصل.
وقال: إنّ عمرا بلغه أنّ عبد الكريم يفسد الأحداث فقال له عمرو: قد بلغني أنك لا تزال تخلو بالحدث من أحداثنا فتفسده وتستزلّه وتدخله في دينك؛ فإن خرجت من مصرنا وإلاّ قمت فيك مقاما آتي فيه على نفسك فلحق بالكوفة فدلّ عليه محمد بن سليمان فقتله وصلبه، وأراح الله من سوء اعتقاده.
ذكر سنة ستين ومائة
النيل المبارك في هذه السنة
الماء القديم ذراعان وثمانية أصابع، مبلغ الزيادة ستة عشر ذراعا فقط.
ما لخّص من الحوادث
الخليفة المهدي محمد بن عبد الله المنصور. وموسى بن عليّ على حرب مصر، وأبو ضمرة محمد بن سليمان على الخراج، والقاضي ابن لهيعة قاضيا بحاله.
ومن أخبار بشّار بن برد عن قعنب بن محرز الباهلي قال، قال الأصمعي:
لقي أبو عمرو بعض الرواة فقال له: يا أبا عمرو! من أبدع الناس بيتا؟ قال:
الذي يقول (من الرمل):
لم يطل ليلي ولكن لم أنم
…
ونفى عنّي الكرى طيف ألم
روّحي عنّي قليلا واعلمي
…
أنّني يا عبد من لحم ودم
قال: فمن أمدح الناس؟ قال: الذي يقول (من الطويل):
لمست بكفّي كفّه أبتغي الغنى
…
ولم أدر أنّ الجود من كفّه يعدي
فلا أنا منه ما أفاد ذوو الغنى
…
أفدت وأعداني فبذّرت ما عندي
(59)
قال: فمن أهجى الناس؟ قال: الذي يقول (من الطويل):
رأيت السهيلين استوى الجود فيهما
…
على بعد ذا من ذاك في حكم حاكم
سهيل بن عثمان يجود بماله
…
كما جاد بالوجعى سهيل بن سالم
قال: وهذه الأبيات كلّها لبشّار. وعن أبي حاتم قال؛ كان بشّار كثير الولع بديسم العنزيّ؛ وكان مع ذلك صديقا له وهو يكثر هجاءه؛ وكان ديسم لا يزال يحفظ شيئا من شعر حمّاد وأبي هاشم في بشّار فبلغه ذلك فقال فيه (من الطويل):
أديسم يا ابن الذئب من نجل زارع
…
أتروي هجائي سادرا غير مقصر؟!
قال أبو حاتم، فأنشدت أبا زيد هذا البيت وسألته ما يقول فيه فقال: لمن هو؟ قلت: لبشّار في ديسم العنزيّ! فقال: قاتله الله ما أعلمه بكلام العرب! ثم