الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
والسرو تحسبها لتعبر لجّة
…
قد شمّرت عن سوقها أثوابها
ذكر شعراء المائة الرابعة
المسمّون بالطراز المذهب
أبو الطيب المتنبّي. من مرقصاته (من الطويل):
فإن يك سيّار بن مكرم انقضى
…
فإنك ماء الورد إن ذهب الورد
منها (من الطويل):
وأصبح شعري منهما في مكانه
…
وفي عنق الحسناء يستحسن العقد
<وقوله> (من البسيط):
(349)
والهجر أقتل لي مما أكابده
…
أنا الغريق فما خوفي من البلل
وما ثناك كلام الناس عن كرم
…
ومن يسدّ طريق العارض الهطل
وقوله (من الوافر):
فإن تفق الأنام وأنت منهم
…
فإنّ المسك بعض دم الغزال
منها (من الكامل):
ذكر الأنام لنا فكان قصيدة
…
كنت البديع الفرد من أبياتها
منها (من الكامل):
لو مرّ يركض في سطور كتابه
…
أحصى بحافر مهره ميماتها
منها (من الكامل):
أعيا زوالك عن محلّ نلته
…
لا تخرج الآثار عن هالاتها
أبو نصر ابن نباتة. له في فرس في طبقة المرقص (من الكامل):
قد جاءنا الطرف الذي أهديته
…
جذلان يخلط أرضه بسمائه
فكأنما لطم الصباح جبينه
…
فاقتصّ منه فخاض في أحشائه
وقوله (من البسيط):
لم يبق جودك لي شيئا أؤمّله
…
تركتني أصحب الدنيا بلا أمل
السري الرفّاء الموصلي. له في المرقص (من البسيط):
يلوح على الكاسات فاضلها كما
…
تلوح على حمر الجيوب السوالف
وقوله (من الطويل):
بنفسي من ردّ التحية ضاحكا
…
فجدّد بعد اليأس في الوصل مطمعي
وصالت دموع العين بيني وبينه
…
كأنّ دموع العين تعشقه معي
أبو فراس الحمداني. له في المرقص (من الوافر):
وجرّرن العوالي في مقام
…
تحدّث عنه ربّات الحجال
كأنّ الخيل تعلم ما عليها
…
ففي بعض على بعض تغالي
أبو العشائر ابن حمدان. له في المرقص (من الكامل):
لقرأت منها ما تخطّ يد الوغى
…
والبيض تشكل والأسنّة تنقط
وقوله (من الوافر):
لقيناهم بأرماح طوال
…
تبشّرهم بأعمار قصار
وقوله (من البسيط):
حيّا بك الله عاشقيك فقد
…
أصبحت ريحانة لمن عشقا
(350)
الوأواء الدمشقي. له في المرقص (من البسيط):
فأمطرت لؤلؤا من نرجس وسقت
…
وردا وعضّت على العنّاب بالبرد
وقوله (من الوافر):
متى أرعى رياض الحسن منه
…
وعيني قد تضمّنها غدير
وقوله (من المنسرح):
من قاس جدواك بالغمام فما
…
أنصف في الحكم بين شيئين
أنت إذا جدت ضاحكا أبدا
…
وهو إذا جاد دامع العين
أبو الفرج الببغاء. له في المرقص (من الكامل):
وكأنما نقشت حوافر خيله
…
للناظرين أهلّة في جلمد
وكأنّ طرف الشمس مطروف وقد
…
جعل الغبار به مكان الإثمد
وقوله (من البسيط):
الباذل العرف والأنواء باخلة
…
والمانع الجار والأعمار تخترم
حيث الدجى النقع والبيض الكواكب
…
والأسد الفوارس والخطّيّة الأجم
الوزير المهلّبي. له في المرقص (من الطويل):
خليليّ إني للثريا لحاسد
…
وإني على ريب الزمان لواجد
أيجمع منها شملها وهي سبعة
…
وأفقد من أحببته وهو واحد
الشريف الرضي. له في المرقص (من الخفيف):
واستملاّ حديث من سكن الخي
…
ف ولا تكتباه إلاّ بدمعي
فاتني أن أرى الديار بطرفي
…
فلعلّي أرى الديار بسمعي
محمد بن هاشم الخالدي. له في المرقص (من الكامل):
ما عذرنا في حبسنا الأكوابا
…
سقط الندى وصفا الهواء وطابا
وكأنما الصبح المنير إذا بدا
…
باز أطار من الظلام غرابا
سفرت فغار حياؤها من لحظها
…
فعلا محاسنها فصار نقابا
أخوه سعيد. له في المرقص (من الكامل):
(351)
ومدامة حمراء في قارورة
…
زرقاء تحملها يد بيضاء
فالراح شمس والحباب كواكب
…
والكفّ قطب والإناء سماء
الصاحب بن عبّاد. له في المرقص (من الكامل):
رقّ الزجاج وراقت الخمر
…
فتشابها فتشاكل الأمر
فكأنها خمر ولا قدح
…
وكأنه قدح ولا خمر
الصابي. له في المرقص (من الطويل):
وكم من يد بيضاء حازت جمالها
…
بذلك لا تسودّ إلاّ من النفس
إذا رقّشت بيض الصحائف خلتها
…
تطرّز بالظلماء أردية الشمس
أبو العبّاس الضبّي. له في المرقص (من الكامل):
زعم البنفسج أنه كعذاره
…
حسنا فسلّوا من قفاه لسانه
وقوله (من مجزوء الكامل):
والشمس عند غروبها
…
تصفرّ من ألم الفراق
أبو الحسن السلامي. له في المرقص (من الطويل):
فبشّرت آمالي بملك هو الورى
…
ودار هي الدنيا ويوم هو الدهر
وهذا كقول المتنبي-وهما متعاصران (من البسيط):
رأيته فرأيت الناس في رجل
…
والدهر في ساعة والأرض في دار
وكقوله (من السريع):
وليس لله بمستنكر
…
أن يجمع العالم في واحد
أبو سعيد الرستمي، له في المرقص (من الطويل):
أفي الحقّ أن يعطى ثلاثون شاعرا
…
ويحرم ما بين الورى شاعر مثلي
كما سامحوا عمرا بواو زيادة
…
وضويق بسم الله في ألف الوصل
ابن مطران. له في المرقص (من الطويل):
ظباء أعارتها الظبا حسن لفتها
…
كما قد أعارتها العيون الجاذر
(352)
فمن حسن ذاك المشي جاءت فقبّلت
…
مواطئ من أقدامهنّ الظفائر
أبو الفتح البكتمري. في المرقص (من الرجز):
وروضة راضية عن الديم
…
وطئتها بناظري دون القدم
وصنتها صوني بالشكر النعم
الفيّاض كاتب سيف الدولة. في المرقص (من البسيط):
قم فاسقني بين الناي والعود
…
ولا تبع طيب موجود بمفقود
نحن الشهود وخفق العود خاطبنا
…
تزوّج ابن غمام بنت عنقود
سيدوك الثمار. له في المرقص (من البسيط):
عهدي بنا ورداء الوصل يجمعنا
…
والليل أطوله كاللمح بالبصر
فالآن ليلي مذ غابوا فديتهم
…
ليل الضرير فصبحي غير منتظر
أبو الحسن اللّحام. له في المرقص (من الكامل):
يا سائلي عن خالد عهدي به
…
رطب العجان وكفّه كالجلمد
كالأقحوان غداة غبّ سمائه
…
جفّت أعاليه وأسفله ندي
بديع الزمان. له في المرقص (من البسيط):
وكاد يحكيك صوب الغيث منسكبا
…
لو كان طلق المحيّا يمطر الذهبا
والدهر لو لم يخن والشمس لو نطقت
…
والليث لو لم يصد والبحر لو عذبا
أبو العلاء السروي. له في المرقص (من الطويل):
مررنا على الروض الذي قد تنسّمت
…
رباه وأرواح الأباريق تسفك
فلم نر شيئا كان أحسن منظرا
…
من الروض يجري دمعه وهو يضحك
أبو النصر العتبي. له في المرقص (من البسيط):
الله يعلم أني لست ذا بخل
…
ولست ملتمسا بالبخل لي عللا
(353)
لكنّ طاقة مثلي غير خافية
…
والدّر يعذر في قدر الذي حملا
الخبّاز البلدي-وقد تقدّم-وله في المرقص (من الوافر):
أنا نشوان من خمر الأماني
…
ونشوان الأماني غير صاحي
وما قصّرت في طلب ولكن
…
سل الحسناء عن بخت القباح
أبو الفرج ابن هندو. له في المرقص (من المنسرح):
عابوه لمّا التحى فقلنا
…
عبتم وغبتم عن الجمال
هذا غزال ولا عجيب
…
تولّد المسك في الغزال
شمس المعالي قابوس. له في المطرب (من البسيط):
قل للذي بصروف الدهر عيّرنا
…
هل عاند الدهر إلاّ من له خطر
أما ترى البحر تعلو فوقه جيف
…
وتستقرّ بأقصى قعره الدرر
وفي السماء نجوم مالها عدد
…
وليس يكسف إلاّ الشمس والقمر
أبو الفضائل الميكالي. له في المرقص (من السريع):
كم والد يحرم أولاده
…
وخيره يحظى به الأبعد
كالعين لا تدرك ما حولها
…
ولحظها يدرك ما يبعد
أبو الحسن الأبناوي. له في المرقص؛ في زيد بن بقية لمّا صلب (من الوافر):
علوّ الحياة وفي الممات
…
لحقّا تلك إحدى المعجزات
كأنّ الناس حولك حين قاموا
…
وفود نداك أيام الصلات
أصاروا الجو قبرك فاستنابوا
…
عن الأكفان ثوب السافيات
أبو علي ابن وكيع. له في المرقص (من الرمل):
غرّد الطير فنبّه من نعس
…
فأدر كأسك فالعيش خلس
(354)
سلّ سيف الفجر من غمد الدجى
…
وتعرّى الصبح من ثوب الغلس
وانجلى عن حلل فضّيّة
…
نالها من ظلم الليل دنس
وقوله (من الطويل):
كأنّ الحباب المستدير بكأسها
…
كواكب درّ في سماء عقيق
ابن الحجّاج. له في المرقص (من البسيط):
خشف من الترك مثل البدر طلعته
…
يحوز ضدّين من ليل وإصباح
كأنّ عينيه والتفتير غنجهما
…
آثار ظفر بدت في صحن تفّاح
علي بن الحسن البلخي. له في المرقص (من البسيط):
أقمت لي قيمة مذ صرت تلحظني
…
شمس الكفاة بعيني محسن النظر
كذا اليواقيت فيما قد سمعت به
…
من حسن تأثير عين الشمس في النظر
-انتهي الكلام في ذكر الشعراء المختصين بهذا الجزء، وما وقع لنا من مليح أشعارهم من المحفوظ والمنقول جهد الطاقة وحدّ الاستطاعة. وبتمام ذلك تمّ هذا الجزء من التاريخ المسمّى بكنز الدرر وجامع الغرر؛ بخطّ يد واضعه ومصنّفه وناسخه ومؤلّفه؛ أقلّ عبيد الله وأفقرهم إلى الله أبو بكر عبد الله بن أيبك، صاحب صرخد. كان عرف والده بالدواه داري. غفر الله له ولوالديه ولمن قرأه وتجاوز عن كلّ خطأ يراه، ولجميع المسلمين.
نجز ولله الحمد والمنّة
بتاريخ آخر النهار المبارك من يوم الثلاثاء خامس شهر ربيع الآخر سنة أربع وثلاثين وسبعمائة، أحسن الله تقضّيها بخير.
آمين يا ربّ العالمين
(355)
يتلو ذلك في أول الجزء السادس منه ما مثاله: ذكر أول مبتدأ العبيديين خلفاء مصر ونسبهم مع جميع ما اختلف فيه. وبذلك يكون الابتداء وبالله الاهتداء، موفّقا لذلك إن شاء الله تعالى.
والحمد لله وحده وصلّى الله على سيّدنا محمد رسوله وعبده وعلى آله وصحبه السلام.
وحسبنا الله ونعم الوكيل