الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
صغير العين. مولده في سنة ست وسبعين ومائة في شهر جمادى الأولى. قتل وله سبع وعشرون سنة وأربعة أشهر. وقيل ثمان وعشرون سنة. وكانت مدة خلافته أربع سنين وخمسة أشهر وثمانية أيام <على> ما رواه الكلبي. وهو أول خليفة خلع من بني العبّاس وقتل.
وزراؤه: الفضل بن الربيع إلى أن يئس منه وهرب. ثم إسماعيل بن صبيح وغيره.
حجابه: العباس بن الفضل بن الربيع، وعلي بن صالح، وابن شاهك.
نقش خاتمه: لكلّ عمل ثواب. محمد واثق بالله.
(143) ذكر خلافة عبد الله المأمون ابن هارون الرشيد
وما لخّص من سيرته
هو أبو العبّاس عبد الله بن هارون الرشيد بن محمد المهدي. وباقي نسبه معلوم. <أمّه أمّ ولد يقال لها مراجل أهداها للرشيد عيسى بن ماهان، وتوفيّت أيام نفاسها به>.ولقب خليفة المسلمين: وهو أول من تسمّى بإمامة
المسلمين. وكان جليل القدر، كامل العقل، بارع الفضل، عظيم العفو، حسن التدبير. بويع له بمدينة السلام يوم الأحد لست بقين من المحرّم سنة ثمان وتسعين ومائة؛ وهو بمرو في قول. كان يقال إنّ لبني العبّاس فاتحة وواسطة وغالقة. فالفاتحة المنصور والواسطة المأمون والغالقة المعتضد. ودليل ذلك أنّ أول من عني بالعلوم من أول مبتدأ الدولة العباسية المنصور رحمه الله؛ وأول من اشتهر في دولته بالعلوم وترجمتها عبد الله بن المقفّع الخطيب الفارسي كاتبه فإنه ترجم كتب أرسطوطاليس المتطبّب وهي كتبه المنطقيّة الثلاثة؛ وهي: كتاب قاطيغورياس وكتاب باري أرمينياس وكتاب أنالوطيقا. وذكر أنّه لم يكن ترجم منه إلى وقته إلاّ الكتاب الأول فقط. وترجم بعد ذلك المدخل إلى كتاب المنطق المعروف بإيساغوجي وغيره ترجم من ذلك عبارة سهلة قريبة المأخذ. وترجم مع ذلك الكتاب الهنديّ المعروف بكليلة ودمنة وهو أول من ترجمه من اللغة الفارسية إلى اللغة العربية. وله تواليف حسنة منها رسالته في الأدب والسياسة؛ ومنها رسالته المعروفة باليتيمة في طاعة السلطان. وأمّا علم النجوم فأول من عني بها في دولة المنصور محمد بن إبراهيم الفزاري المقدّم ذكره في أوّل جزء من هذا الكتاب في أول ذلك الجزء. (144) وهو الرجل الذي افترد بالقول في ذكر عمر الدنيا ودورات الفلك حسبما تقدّم من القول في ذلك. ذكر الحسين بن
محمد بن حميد المعروف بابن الآدمي في زيجه الكبير المعروف بنظم العقد أنّه قدم على الخليفة المنصور في سنة ست وخمسين ومائة رجل من الهند بالحساب المعروف بالسند هند في حركات النجوم مع تعاديل معمولة على كرة درجات محسوبة لنصف نصف درجة مع ضروب من أعمال الفلك من الكسوفين ومطالع البروج وغير ذلك؛ في كتاب يحتوي على اثني عشر بابا.
وذكر أنه اختصره من كردجات منسوبة إلى ملك من ملوك الهند يسمّى فيغر فأمر المنصور بترجمة ذلك الكتاب إلى اللّغة العربية وأن يؤلّف منه كتاب تتّخذه العرب أصلا في حركات النجوم فتولّى ذلك محمد بن إبراهيم الفزاريّ وعمل منه كتابا يسمّيه المنجّمون بالسند هند الكبير وتفسير السند هند بالعربية الدهر الداهر. فكان أهل ذلك الزمان يعملون به إلى أيام أبي العبّاس المأمون.
فاختصره له أبو جعفر محمد بن موسى الخوارزميّ وعمل منه زيجه المشهور ببلاد الإسلام، وعوّل فيه على أوساط السند هند، وخالفه في التعاديل والميل فجعل تعاديله على مذاهب الفرس، وميل الشمس فيه على مذهب بطلميوس، واخترع فيه من أنواع التقريب أبوابا حسنة لا تفي بما احتوى عليه من الخطأ البيّن الدالّ على ضعفه في الهندسة! فطاروا به كلّ مطير، وما زال نافقا عند أهل العناية بالتعديل إلى آخر وقت. فلمّا أفضت الخلافة إلى أبي العباس المأمون طمحت نفسه (145) الفاضلة إلى درك الحكمة، وسمت به همته الشريفة إلى