الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بلغ عشر سنين أن يبتسم.
قلت: وللبرامكة أحاديث عجيبة وحكايات غريبة في الجود والإحسان وبراعة اليراعة وبلاغة اللسان ما لو ذهبنا فيه إلى الإكثار لخرجنا عن شروط الاختصار.
ذكر سنة ثلاث وتسعين ومائة
النيل المبارك في هذه السنة
الماء القديم خمسة أذرع وعشرون إصبعا. مبلغ الزيادة ستة عشر ذراعا وستة أصابع.
ما لخّص من الحوادث
الخليفة هارون الرشيد إلى أن توفّي في هذه السنة في تاريخ ما يذكر.
ومالك بن دلهم على مصر إلى أن عزله الأمين فيها وولّى الحسن بن النحناح حربا وخراجا. وكذلك عزل القاضي عبد الرحمن العمري وولّى مكانه هاشم بن أبي بكر من ولد أبي بكر الصدّيق رضي الله عنه؛ وكان يذهب إلى رأي الإمام أبي حنيفة رضي الله عنه.
توفّي هارون الرشيد رحمه الله تعالى بطوس ليلة الأحد غرّة جمادى
الآخرة (131) من هذه السنة وله ست وأربعون سنة غير شهرين، ودفن بطوس.
وقيل إنه حمل إلى مدينة السلام ودفن بها؛ والله أعلم.
وزر له أبو علي يحيى بن خالد بن برمك ثم الفضل ولده ثم جعفر إلى أن نكبوا فاستكتب إسماعيل بن صبيح. وقيل إنّ الفضل بن الربيع وزر له ثم حجبه. والصحيح أنه كان حاجبا بعد محمد بن يحيى بن خالد. وكان قبل محمد بن يحيى بشر مولى الرشيد حاجبا.
<صفته: طويل، جسيم، أبيض، جميل؛ قد وخّطه الشيب. مولده سنة تسع وأربعين ومائة في شوّال>.
القضاة: استخلف على الجانب الغربي نوح بن درّاج. وعلى الشرقي حفص بن غياث.
وحجابه: آخر وقت الفضل بن الربيع بن زياد.
نقش خاتمه: كن من الله على حذر. وقيل: العظمة والقدرة لله. وقيل:
كان على خاتمه بالحميرية: الله ربّي. وعلى خاتم الخلافة: لا إله إلاّ الله
وقيل: مولده المحرّم من سنة ثمان وأربعين ومائة.
ذكر خلافة محمد الأمين ابن هارون الرشيد
وأخباره وما لخّص من <الحوادث>
هو أبو العبّاس-وقيل أبو عبد الله-محمد. وقيل أبو موسى محمد بن هارون الرشيد بن محمد المهدي. وباقي نسبه معلوم. يلقّب بالمترف والمؤنّث لترف كان فيه-وهو المخلوع؛ وسمّاه المأمون حين خلعه الناكث والخالع-، وثقة الإسلام. أمّه زبيدة واسمها أمة الواحد. وقيل: أمة العزيز. كنيتها أمّ جعفر بنت جعفر بن أبي جعفر عبد الله المنصور بالله ثاني الخلفاء العباسيين وزبيدة لقب لها. كان جدّها يرقّصها ويقول: يا زبيدة! يا زبيدة! فغلب على اسمها لقبها.
بويع له بمدينة السلام يوم الخميس لثلاث عشرة ليلة بقيت من جمادى الآخرة سنة ثلاث وتسعين ومائة. (132) وقيل: قدم عليه رجاء الخادم بوفاة أبيه يوم الأربعاء لأربع عشرة ليلة خلت من جمادى الآخرة من هذه السنة. وكانت
خلافته منذ قام بالأمر إلى أن قتل ببغداد على يد طاهر بن الحسين أربع سنين وسبعة أشهر وأحد عشر يوما. صفا له الأمر من ذلك سنتين وأشهرا. وكانت الفتنة بينه وبين أخيه المأمون سنتين وخمسة أشهر. وقال المهلبي: ملك الأمين أربع سنين وخمسة أشهر وثمانية أيام. وقال الدولابي: كان سمحا معطاءا أهوجا، قبيح السيرة، سفّاكا للدماء، ضعيف الرأي. ورزق من الولد موسى من أمّ ولد تسمّى نظما، ولقبه الناطق بالحقّ، وضرب اسمه على الدينار والدرهم.
قال الصولي: قرأت على درهم مسوس (من مجزوء الخفيف):
كل عزّ ومفخر
…
فلموسى المطهّر
ملك خطّ ذكره
…
في الكتاب المسطّر
وماتت أمّ ولده هذا المذكور فحزن عليها حزنا شديدا فدخلت
…
أمّه زبيدة عليه معزّية له فقالت (من البسيط):
نفسي فداؤك لا يذهب بك التلف
…
ففي بقائك ممن قد مضى خلف
عوّضت موسى فكانت كلّ مرزية
…
من بعد موسى على مفقوده سلف
قال أبو العيناء: لو نشرت أمّ جعفر ذوائبها ما تعلّقت إلاّ بخليفة! وذلك أنّ المنصور جدّها، والسفّاح أخو جدّها، والمهدي عمّها، والرشيد زوجها، والأمين ابنها، والمأمون والمعتصم ابنا زوجها، والواثق والمتوكّل ابنا المعتصم ابنا ابن زوجها.
وفي محمد الأمين يقول أبو الهول الحميري (من الكامل):