الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الرؤيا الصادقة:
كان ابن الخطاب قد رأى رؤيا فقام منها يمسح النوم عن وجهه ويعرك عينيه ويقول: من هذا الذي يكون أشج من ولدي ويسير بسيرتي (1) ويقول: من ولدي رجل بوجهه شجة يملأ الأرض عدلا (2) وكان عجب عمر كبيرا لهذه الرؤيا. فكيف تتحقق وقد حرم أولاده جميعا من الخلافة؟ ومع ذلك فقد قصها على أهله فصدقوها وعلقت بأذهانهم جميعا وانتظروا تأويلها. وكثيرا ما كان عبد الله بن عمر يردد ليت شعري، من هذا الذي من ولد عمر في وجهه علامة يملأ الأرض عدلا (3)؟
وانتظر هذه الرؤيا كثير من الناس وقلقوا من أجلها. كيف لا وهي بمثابة هدم لهم وتقويض لبنائهم وضياع لمستقبلهم وكان الحجاج بن يوسف يفزع عند ذكر تلك الرؤيا ويخاف أن تتحقق في حياته.
(1) ابن عبد الحكم ص 18.
(2)
تاريخ الخلفاء ص 212.
(3)
ابن الجوزي ص 7.
بوادر الرؤيا:
في إحدى زيارات عمر لأبيه في مصر دخل بصحبة أخ له اصطبل الخيل ينتقل فيه من مكان إلى مكان بين الخيول الكثيرة ورفسته بغلة فشجت جبهته وسال الدم منها غزيرا. فلم يصح أخوه ولم يولول بل ظل يضحك ضحكا عاليا حتى اجتمع الناس حوله وعلموا بالأمر فأسرع أبوه وأمه وأخذا بيده وتعجبوا من ضحك أخيه فانتهره أبوه ولكنه صاح قائلا: الله أكبر هذا أشج بني مروان الذي يملك (1) فتنبه عبد العزيز بن مروان وقال لزوجته أم عاصم فرحا:
(1) ثمار القلوب: ص 88.