الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ما أحسبك إلا رجلا صالحا ذاك أخي الخضر بشرني أني سألي وأعدل أي سيلي الخلافة ويحكم بالعدل بين الرعية.
وعقب على ذلك ابن كثير في البداية والنهاية ص 334 ج1 بعد أن ساق مثل هذه الخرافات قال رحمه الله: وهذه الروايات والحكايات هي عمدة من ذهب إلى حياة الخضر إلى اليوم وكل من الأحاديث المرفوعة ضعيفة جدا لا يقوم بمثلها حجة في الدين والحكايات لا يخلو أكثرها من ضعف في الإسناد.
وظيفة الخضر:
تروي الحكايات العجيبة وتزعم الروايات الغريبة بأن الخضر كان وزيرا لذي القرنين وأنه وقف معه على جبل في الهند فاطلع على رسالة آدم عليه السلام الموجهة إلى ذريته يأمرهم فيها بتقوى الله عز وجل ويحذرهم من الشيطان الذي أخرجه من الجنة.
فقد جاء في الإصابة في تمييز الصحابة ص 432 ج1 قال ابن حجر العسقلاني: ويروى عن سليمان الأشج صاحب كعب الأحبار عن كعب الأحبار أن الخضر كان وزير ذي القرنين وأنه وقف معه على جبل في الهند فرأى ورقة فيها:
بسم الله الرحمن الرحيم من آدم أبي البشر إلى ذريته أوصيكم بتقوى الله وأحذركم كيد عدوي وعدوكم إبليس فإنه أنزلني هنا. قال فنزل ذو القرنين فمسح جلوس آدم فكان مائة وثلاثين ميلا ".
والتعليق عليها يكفي أنها من الإسرائيليات فهي عن كعب الأحبار.
(2)
والرواية الثانية تفيد وتصرح بأن الخضر موكل بالبحار كما أن إلياس موكل بالفيافي والقفار كما جاء في الإصابة ص 432 ج 1 قال ابن حجر:
" ويروى عن الحسن البصري قال: وكل إلياس بالفيافي ووكل الخضر بالبحور وقد أعطيا الخلد إلى الصيحة الأولى وهما يجتمعان في موسم كل عام ".
ولا شك أن هذا القول أشبه بكلام الصوفية القائلين بأن هناك أربعة أقطاب متدركون ويتصرفون بالكون ومنهم قطب الغوث التي تحيا به العباد والبلاد إلى غير ذلك من الخرافات التي ترفضها العقول السليمة.
فإن الجاهلية قبل الإسلام كانت تترفع عن مثل هذا الاعتقاد فكانوا يقرون بتوحيد الربوبية بأن الله هو الخالق الرزاق مدبر الأمر ومسير الكون والمهيمن على كل شيء. والمؤمن بالله واليوم الآخر يكفر بهذه الأساطير والخرافات التي جرت الأمة إلى الشرك والوقوع في المتاهات. فالمتصرف بالكون هو فاطر السماوات والأرض رب الكون وخالقه الكبير المتعال. وخلق الله ملائكته الأطهار للقيام بالأعمال والمهام بإذنه تعالى وهيأهم لما خلقوا له.
قال تعالى: {وَالنَّازِعَاتِ غَرْقًا} (1){وَالنَّاشِطَاتِ نَشْطًا} (2){وَالسَّابِحَاتِ سَبْحًا} (3){فَالسَّابِقَاتِ سَبْقًا} (4){فَالْمُدَبِّرَاتِ أَمْرًا} (5) النازعات (1 - 5).
وأرجح الأقوال لتفسير هذه الآيات الكريمات أن هذه الأعمال من مهام الملائكة الأطهار كما ذكره الشوكاني في تفسيره فتح القدير ص 377 ج 5.
وهنا يرد علينا سؤال: كيف أعطي إلياس والخضر الخلد في الدنيا وقد نفى القرآن الكريم ذلك بالنسبة للبشر؟؟
قال تعالى: {وَمَا جَعَلْنَا لِبَشَرٍ مِنْ قَبْلِكَ الْخُلْدَ أَفَإِنْ مِتَّ فَهُمُ الْخَالِدُونَ} (6) الأنبياء 34.
(1) سورة النازعات الآية 1
(2)
سورة النازعات الآية 2
(3)
سورة النازعات الآية 3
(4)
سورة النازعات الآية 4
(5)
سورة النازعات الآية 5
(6)
سورة الأنبياء الآية 34