الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الخارجي يسأله فيه عن سبب خروجه ودعوته إلى المناظرة، وكان في خطاب عمر:
إنه بلغني أنك خرجت غضبا لله ولنبيه، ولست بأولى مني بذلك، فهلم أناظرك، فإن كان الحق بأيدينا دخلت فيما دخل فيه الناس، وإن كان في يدك نظرنا في أمرنا (1).
ويذكر ابن الجوزي أن جماعة من الخوارج دخلوا عليه يوما وأخذوا يناقشونه في بعض القضايا، فأشار إليه بعض أصحابه أن يرعبهم ويتغير عليهم فرفض ذلك، ولم يزل يرفق في نقاشه مع هؤلاء الخوارج حتى أخذ عليهم كل حجة، ورضوا بأن يرزقهم وأن يكسوهم ما دام خليفة، وخرجوا وهم على هذا الاتفاق، وما إن غادروا المكان حتى التفت عمر إلى أحد أصحابه قائلا:" إذا قدرت على دواء تشفي به صاحبك دون الكي فلا تكوينه أبدا "(2).
(1) الطبري ج 6 ص 555، 556.
(2)
ابن الجوزي ص 62.
عمر وبدعة سب علي رضي الله عنه:
كان بنو أمية من أيام معاوية بن أبي سفيان يسبون عليا رضي الله عنه فوق المنبر، وكان ذلك متفشيا في جميع البلاد التي تحت إمرتهم، فلما تولى عمر بن عبد العزيز كره ذلك ونهى عنه، وجعل مكانه قوله تعالى:{إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ} (1).
وفي ذلك يقول كثير عزة:
وليت فلم تشتم عليا ولم تخف
…
بريا ولم تتبع مقالة مجرم
تكلمت بالحق المبين وإنما
…
تبين آيات الهدى بالتكلم
(1) سورة النحل الآية 90