الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
من أعمال حلب قريبة من البادية، وظل على إمارتها حتى وفاة عبد الملك، وفي عهد الوليد ولاه المدينة بعد أن عزل عنها إسماعيل المخزومي، ولكن عمر اشترط على الوليد لقبوله الولاية ألا يأخذه بعمل أهل العدوان والظلم، فلم ير الوليد بدا من أن يقبل؛ لأنه كان في حاجة لرضا أهل المدينة.
وتولى عمر إمارة المدينة في شهر ربيع الأول من سنة سبع وثمانين للهجرة، فدخلها في موكب عظيم يتألف من ثلاثين بعيرا، وفرح أهلها بلقائه وحل في دار جده مروان، وسلم الناس عليه بالإمارة ورحبوا به ترحيبا كبيرا فقد عقدوا عليه الأمل في إزاحة الظلم عنهم، فقد كان ابن المدينة وما زال بها قريب العهد.
مجلس الشورى:
لقد قرب عمر الفقهاء إليه وكون منهم مجلسا استشاريا يأخذ برأيهم ولا يقطع أمرا دونهم، ويراقبون المظالم ويكونون عونا للحق والعدل، ولم يكن ذلك منه إلا حبا في العدل بين الناس، وحبا لهؤلاء الفقهاء الذين كانوا أساتذة له، ولأنه كان يثق بعلمهم وتقواهم، وكان منهم الفقيه العالم سليمان بن يسار وابن عتبة العالم الناسك، وسالم العالم الزاهد الذي التقى مع هشام بن عبد الملك في الكعبة، وكان وليا للعهد فقال له هشام:
- سلني حاجة.
فقال له سالم:
- إني لأستحي من الله أن أسأل في بيت الله غيره.
فلما خرجا قال له هشام:
- الآن قد خرجت فسلني حاجتك.
فقال له سالم: -
- من حوائج الدنيا أم من حوائج الآخرة؟