الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الخامسة: طريقة المنع بالقوة
.
وهذه كما هو معلوم تكون آخر الدواء كالكي بالنار تماما، وهي درجة مخصصة للقادر على التغيير باليد، من الآباء والمربين وذوي الجاه والسلطة أو المكانة العلمية والأدبية التي لا تنازع، أو المحتسب المولى. ففي هذه الحالة للمحتسب أن يستخدم قدرته على كسر أدوات المعصية من أواني خمور، أو أدوات لهو باطل، أو وسائل معصية مقطوع حرمتها.
ولقد كان واقعنا في بعض البلاد الإسلامية تفويض اجتماعي لذوي الجاه والعلم أن يغيروا المنكر بأيديهم في الطرقات أو الأسواق أو في وسائل المواصلات العامة. وكان لكبير السن الهيبة والمنزلة التي بها يستطيع أن يقيم أمر العامة على الجادة دون أن يتعرض لأي مضايقة أو أذى إذا ما استخدم يده في ذلك ولكن اختفت الآن هذه الظاهرة أو كادت أن تختفي فما علينا إلا البحث عن الخلل الذي طرأ في حياتنا الاجتماعية وجعل كثيرا من الناس يحجمون عن أداء واجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من هذا الطريق.
ولعل العلاج لهذه الظاهرة هو إشاعة مزيد من الفقه بين المحتسبين لأن هذه المنزلة عن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر باليد لا ينبغي أن يتصدى لها إلا من هو عالم بما يأمر به أو ينهى عنه، ومطلع أيضا على الطرق بالأساليب التي تتخذ الحكمة رائدا لها.
محمد عثمان صالح
صفحة فارغة
من هو الخضر صاحب موسى عليه السلام
الشيخ / يوسف عبد الرحمن البرقاوي
قصة حياة الخضر من القصص التي راجت بين العوام واشتهرت عند الجماعات المتصوفة فأوقع الشيطان الكثير من جهلة هذه الأمة في متاهات لا حدود لها وفي ضلالات سحيقة في أمر الخضر. ونسج الغلاة من أهل الضلال الحكايات الغريبة والخرافات البعيدة عن الحق والصواب واعتبروا ذلك من باب الولاية لهم وكرامة لأمثالهم زاعمين بأن الله تعالى أكرمهم بها.
والحق إنما هي تخرصات وأوهام مبنية على إرهاصات خيالية وحكايات معتمدة على المكاشفات والمنامات والتي هي من وحي الشيطان لبس بها على أوليائه وأتباعه فأضلهم بذلك سواء السبيل. وقد بحث علماء الإسلام هذا الموضوع بحثا وافيا في كتبهم المعتبرة على ضوء ما قررته الأدلة الشرعية وأوضحوا هذا الأمر جليا فمن أراد المزيد من الاطلاع فعليه مراجعة كتاب الإصابة في تمييز الصحابة وفتح الباري وكلاهما لابن حجر العسقلاني والبداية والنهاية لابن كثير وكتاب المنار المنيف لابن القيم وكتاب كشف الخدر عن أمر الخضر للشيخ علي القارئ وكتاب عجالة المنتظر في شرح حال الخضر لأبي الفرج ابن الجوزي. ففي هذه المراجع الجواب الشافي لمن أراد أن يقف على حقيقة الخضر.
وقد جمعت هذا البحث من كتب علماء الإسلام المعتبرة وعزوت كل قول إلى قائله مع بيان المرجع الذي اعتمدت عليه ليكون القارئ على نور