الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المصابين به 80% والعشرين الباقية تلحق بهم قريبا، إلا أنها يمكن أن تتأخر عن نفس السنة التي أصابهم فيها.
وقد حدثت أزمة كبيرة في بنوك الدم بعد اكتشاف هذا المرض لخوف الناس منه وقل المتبرعون بالدم، وفرضت الدول الأوروبية حصارا على الدم المستورد من أمريكا حيث نصح المجلس الأعلى الأوروبي بعدم اعتماده.
وقد اكتشف أخيرا أن المرض ينتقل أيضا عن طريق القبلة أو مجرد اللمس العادي للمريض.
والناس الآن يخافون منه أكثر من السلاح النووي؛ لأن النووي بأيديهم وله علاجات عديدة.
والإيدز ليس بأيديهم وليس له علاجات بل ولا علاج واحد، وهو سريع الانتشار مع ذلك.
والتفسير لكلمة الإيدز باللغة العربية هو فقد المناعة المكتسبة (1).
(1) راجع كتاب الإسلام والجنس للشيخ عبد الله ناصح علوان.
خاتمة وذكرى:
-
في ذكر منتهى المطاف لمن جاهد نفسه وتحصن بلباس التقوى توازنا، مع ما تقدم من أنواع الهوان وسوء العاقبة لمن أتبع نفسه هواها وخلع جلباب الحياء، قال تعالى:{فَذَكِّرْ إِنْ نَفَعَتِ الذِّكْرَى} (1). وقال تعالى: {وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِينَ} (2). وقال تعالى: {نَبِّئْ عِبَادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ} (3){وَأَنَّ عَذَابِي هُوَ الْعَذَابُ الْأَلِيمُ} (4).
(1) سورة الأعلى الآية 9
(2)
سورة الذاريات الآية 55
(3)
سورة الحجر الآية 49
(4)
سورة الحجر الآية 50
وقال تعالى: {فَأَمَّا مَنْ طَغَى} (1){وَآثَرَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا} (2){فَإِنَّ الْجَحِيمَ هِيَ الْمَأْوَى} (3){وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى} (4){فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى} (5).
وقال صلى الله عليه وسلم: من السبعة الذين يظلهم الله يوم لا ظل إلا ظله: «رجل دعته امرأة ذات منصب وجمال فقال: إني أخاف الله (6)» .
وأخرج الترمذي وحسنه وابن حبان في صحيحه والحاكم وصححه عن ابن عمر رضي الله عنهما: -
قال: «سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يحدث حديثا لو لم أسمعه إلا مرة أو مرتين حتى عدد سبع مرات، ولكن سمعته أكثر من ذلك: -
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: كان الكفل من بني إسرائيل، وكان لا يتورع عن ذنب عمله، فأتته امرأة فأعطاها ستين دينارا على أن يطأها، فلما قعد منها مقعد الرجل من امرأته ارتعدت وبكت، فقال: ما يبكيك؟ أأكرهتك؟ قالت: لا، ولكنه عمل ما عملته قط، وما حملني عليه إلا الحاجة. فقال: تفعلين أنت هذا من مخافة الله، فأنا أحرى، اذهبي فلك ما أعطيتك والله لا أعصيه بعدها أبدا. فمات من ليلته، فأصبح مكتوبا على بابه إن الله قد غفر للكفل، فعجب الناس من ذلك (8)».
وكحديث أصحاب الصخرة الثلاثة المتفق عليه، الذين توسلوا إلى الله تبارك وتعالى بأعمالهم الصالحة ففرج الله عنهم، ومن بين الثلاثة من قال في دعائه: «اللهم إنه كانت لي ابنة عم، وكانت أحب الناس إلي، فراودتها
(1) سورة النازعات الآية 37
(2)
سورة النازعات الآية 38
(3)
سورة النازعات الآية 39
(4)
سورة النازعات الآية 40
(5)
سورة النازعات الآية 41
(6)
متفق عليه.
(7)
رواه الترمذي وحسنه ابن حبان في صحيحه والحاكم وصححه.
(8)
الجواب: لما حدثتكم به. (7)
عن نفسها فامتنعت، حتى ألمت بها سنة من السنين: أي نزل بها حاجة وفقر لشدة القحط، فجاءتني فأعطيتها مائة وعشرين دينارا على أن تخلي بيني وبين نفسها، ففعلت، حتى إذا قدرت عليها قالت: لا أحل لك أن تفض الخاتم - أي تطأني - إلا بحقه - أي بالنكاح - فتحرجت من الوقوع عليها، فانصرفت عنها وهي أحب الناس إلي، فتركت لها الذهب الذي أعطيتها، اللهم إن كنت فعلت ذلك ابتغاء وجهك فافرج عنا ما نحن فيه. فانفرجت الصخرة (1)».
وكم من آية كريمة، وحديث شريف، وقصة صحيحة، ومثل سائر، وبيت حكيم، في بيان الفرق بين المطيع والعاصي، وبين المتقي والفاسق، ولكن القلوب في هذه العصور كما قال تعالى:{فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً} (2) وكما قال: {وَلَكِنْ قَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} (3).
ومن كلام الحكماء قول الشاعر:
إن الهوى لهو الهوان بعينه
…
فإذا هويت فقد لقيت هوانا
وقال آخر: -
وليس الهوى إلا الهوان المرخم
وقال ابن دريد: -
وآفة العقل الهوى فمن علا
…
على هواه عقله فقد نجا
وقال أيضا: -
والحمد خير ما اتخذت عدة
…
وأنفس الأذخار من بعد التقى
وقال الأخطل:
وإذا افتقرت إلى الذخائر لم تجد
…
ذخرا يكون كصالح الأعمال
(1) متفق عليه.
(2)
سورة البقرة الآية 74
(3)
سورة الأنعام الآية 43
وقال لبيد بن ربيعة رضي الله عنه:
رأيت التقى والجود خير تجارة
…
وذخرا إذا ما المرء أصبح ناقلا
وقال الحطيئة:
وتقوى الله خير الزاد ذخرا
…
وعند الله للأتقى مزيد
والله ولي التوفيق، وقال تعالى:{مَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ وَلِيًّا مُرْشِدًا} (1)، وقد قلت مضمنا في بيتي الحطيئة المشهورين: -
وكم أبدى لسان الحال يأسا
…
من الذكرى بمختلف البلاد
وأنشد من يروم الوعظ جهرا
…
بكل مجمع وبكل ناد
ونارا لو نفخت بها أضاءت
…
ولكن أنت تنفخ في رماد
لقد اسمعت لو ناديت حيا
…
ولكن لا حياة لمن تناد
وفي النهاية يقول الله تعالى: {هَذَا بَلَاغٌ لِلنَّاسِ وَلِيُنْذَرُوا بِهِ وَلِيَعْلَمُوا أَنَّمَا هُوَ إِلَهٌ وَاحِدٌ وَلِيَذَّكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ} (2).
وقال تعالى: {بَلَاغٌ فَهَلْ يُهْلَكُ إِلَّا الْقَوْمُ الْفَاسِقُونَ} (3).
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم، وما توفيقي إلا بالله، عليه توكلت وإليه أنيب، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
عبد الله بن محمد بن إسحاق آل الشيخ
(1) سورة الكهف الآية 17
(2)
سورة إبراهيم الآية 52
(3)
سورة الأحقاف الآية 35
صفحة فارغة
كتاب
تسلية نفوس النساء والرجال
عند فقد الأطفال
الحافظ عبد الرحمن بن رجب
736 -
795 هـ
بتحقيق الوليد بن عبد الرحمن الفريان
مقدمة: -
يقول الله تبارك وتعالى: {مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ} (1).
ويقول النبي صلى الله عليه وسلم فيما رواه أبو سعيد الخدري وأبو هريرة رضي الله عنهما: «ما يصيب المسلم من نصب ولا وصب، ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم حتى الشوكة يشاكها، إلا كفر الله بها من خطاياه (2)» ، وفي حديث آخر من رواية صهيب رضي الله عنه قال:«عجبا لأمر المؤمن، إن أمره كله خير، وليس ذاك لأحد إلا للمؤمن، إن أصابته سراء شكر فكان خيرا له، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له (3)» .
الصبر في قمة الأعمال الصالحة التي وعد الله عليها بالثواب الوافر {أُولَئِكَ يُجْزَوْنَ الْغُرْفَةَ بِمَا صَبَرُوا وَيُلَقَّوْنَ فِيهَا تَحِيَّةً وَسَلَامًا} (4).
(1) سورة التغابن الآية 11
(2)
أخرجه البخاري في الصحيح 10/ 91 (فتح) واللفظ له، ومسلم في الصحيح 16/ 13 (نووي).
(3)
أخرجه مسلم في الصحيح 18/ 125 (نووي) وأحمد في المسند 6/ 16.
(4)
سورة الفرقان الآية 75