الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
- يا عمر إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «ما جاوز الكعبين فهو في النار» . فالتفت إليه عمر مغضبا وأغلظ عليه في الرد وقال له: -
- اتق الله يا كعب، ولا تكن ذبالة تضيء للناس وتحرق نفسها (1).
ولكن ابن كعب الفقيه كان يعرف حقيقة عمر وصفاء نفسه ومعدنه الأصيل الذي يمتلئ بالتقوى والإيمان، وإن كانت تغطيه تلك القشرة الظاهرية من مظاهر الترف والنعيم الذي تربى فيه.
وما زال الفقهاء بعمر حتى أزاحوا عنه تلك القشرة الخارجية، وكشفوا عن معدنه الأصيل الثمين بالتعاون مع مزاحم مولاه، حتى استيقظ الإيمان في نفسه والخوف من الله سبحانه وتعالى وعقابه حتى لقد قال عمر:
إن أول من أيقظني لهذا الشأن مزاحم، فوالله ما هو إلا أن قال ذلك حتى كشف عن وجهي الغطاء (2).
(1) ابن عبد الحكم ص 146.
(2)
ابن عبد الحكم ص 146.
توسعة المسجد النبوي:
انتهز الوليد فرصة إمارة عمر على المدينة وحب الناس له وثقتهم به والتفافهم حوله، وأراد أن يوسع المسجد النبوي وأن يدخل فيه بيوت أمهات المؤمنين، فقد كان يعلم أن ذلك من أصعب الأمور على أهل المدينة؛ لمحاولة عبد الملك قبله التي باءت بالفشل، وقد ضج الناس وفزعوا وبكوا بكاء شديدا كأن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يمت إلا في ذلك اليوم، فكف عبد الملك عما عزم عليه.
ولكن الوليد يريد أن يصل إلى ما لم يستطع عبد الملك أن يصل إليه، فكتب إلى عمر وهو يثق من قيامه بهذه المهمة خير قيام، فجمع عمر الفقهاء وأعلمهم بما قال الوليد، فوافقوا على قوله، ورضي الناس حين رضي