الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
عن أنس بن مالك. والرابع: أنها ثلاث فروى حديثا عن عمران بن حصين عن النبي صلى الله عليه وسلم، وروى في البخاري ومسلم عن أبي بكرة.
ومثلا عند تفسيره لقوله تعالى: {وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِفَتَاهُ لَا أَبْرَحُ حَتَّى أَبْلُغَ مَجْمَعَ الْبَحْرَيْنِ أَوْ أَمْضِيَ حُقُبًا} (1) الآيات من 60 - 66 من سورة الكهف. قوله تعالى: {وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِفَتَاهُ} (2) سبب خروج موسى عليه السلام في هذا السفر ما روى عن ابن عباس، عن أبي بن كعب، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:«إن موسى قام خطيبا في بني إسرائيل، فسئل أي الناس أعلم؟ فقال: أنا، فعتب الله عز وجل عليه إذ لم يرد العلم إليه. فأوحى الله إليه أن لي عبدا بمجمع البحرين هو أعلم منك (3)» إلى آخر الحديث، وهو حديث صحيح أخرجه البخاري ومسلم في الصحيحين.
(1) سورة الكهف الآية 60
(2)
سورة الكهف الآية 60
(3)
زاد المسير جـ 5 ص 161.
أسباب النزول:
من الأشياء البارزة والسمات الظاهرة التي كان يتبعها ابن الجوزي في تفسيره هي أسباب النزول، فالآية يتضح معناها إذا علم سبب نزولها، فنراه يذكر سبب النزول إذا كان للآية أو للسورة وكل ذلك واضح ظاهر في تفسيره.
فمثلا في سورة آل عمران وسبب نزولها يذكر فيها أنها مدنية، وأن صدرا من أولها نزل في وفد نجران قدموا على النبي صلى الله عليه وسلم في ستين راكبا فيهم العاقب والسيد فخاصموه في عيسى. فقالوا إن لم يكن ولد الله فمن أبوه؟ فنزلت فيهم صدر (آل عمران) إلى بضع وثمانين آية منها (1) وقد ذكر سبب نزول سورة الأنفال على أقوال ثلاثة: الأول منها: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يوم بدر: «من قتل قتيلا فله كذا وكذا، ومن أسر أسيرا فله كذا وكذا فأما المشيخة فثبتوا تحت الرايات، وأما الشبان فسارعوا إلى القتل
(1) زاد المسير جـ 1 ص 249.
والغنائم، فقال المشيخة للشبان: أشركونا معكم فإنا كنا لكم ردعا فأبوا، فاختصموا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فنزلت سورة الأنفال (1)». . رواه عكرمة عن ابن عباس (2).
ويذكر في سبب نزول سورة يوسف قولين: أما القول الأول فروي عن سعد بن أبي وقاص قال: «أنزل القرآن على رسول الله صلى الله عليه وسلم فتلاه عليهم زمانا، فقالوا يا رسول الله لو قصصت علينا، فأنزل الله تعالى: {الر تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ} (3) إلى قوله: {نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ} (4) فتلاه عليهم زمانا، فقالوا: يا رسول الله لو حدثتنا، فأنزل الله تعالى: {اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُتَشَابِهًا مَثَانِيَ} (5)» سورة الزمر آية 23، كل ذلك يؤمرون بالقرآن (6). ويذكر في سبب نزول سورة المجادلة قوله تعالى:{قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا} (7) فقد روي عن عائشة أنها قالت: «تبارك الذي وسع سمعه الأصوات، لقد جاءت المجادلة فكلمت رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا في جانب البيت أسمع كلامها ويخفى علي بعضه، وهي تشتكي زوجها وتقول: يا رسول الله: أبلى شبابي، وفترت له بطني، حتى إذا كبر سني، وانقطع ولدي، ظاهر مني اللهم إني أشكو إليك، قالت: فما برحت حتى نزل جبريل بهذه الآيات (8)» . وأما الآيات فكان كذلك يتتبع نزول كل آية ويذكرها فهذا أحرى لتفسيرها وتوضيحها وبيان معناها والأمثلة كثيرة لتتبع الآيات ونورد بعضها.
فمثلا عند تفسير قوله تعالى: {مَا كَانَ اللَّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ} (9) سورة آل عمران آية 179. ففي سبب نزولها خمسة أقوال، أحدها: «أن قريشا قالت: تزعم يا محمد أن من اتبعك فهو في الجنة، ومن خالفك فهو في النار، فأخبرنا بمن يؤمن بك ومن لا يؤمن بك. فنزلت هذه الآية». . هذا قول ابن عباس (10).
(1) سنن أبو داود الجهاد (2737).
(2)
زاد المسير جـ 3 ص 316.
(3)
سورة يوسف الآية 1
(4)
سورة يوسف الآية 3
(5)
سورة الزمر الآية 23
(6)
زاد المسير جـ 4 ص 177.
(7)
سورة المجادلة الآية 1
(8)
زاد المسير جـ 8 ص 180.
(9)
سورة آل عمران الآية 179
(10)
زاد المسير جـ 9 ص 510.