الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الصالح، وإذا تركت استغلها أهل الشر فأصبحت معاول تدمير وفتنة.
7 -
يجب على أفراد البعثات الدراسية والدبلوماسية في الخارج أن يمثلوا الإسلام أمام البلاد الخارجية تمثيلا صحيحا في أقوالهم وأفعالهم وأخلاقهم، وأن يكونوا دعاة صادقين لدينهم وأمتهم حتى يعرف من يسمعهم ويراهم رسالة الإسلام على الوجه الصحيح، فإن الناس ينظرون إليهم ويعتبرون ما يصدر عنهم هو التطبيق العملي للإسلام.
8 -
تجب مناصحة ولاة الأمور بما فيه الخير لهم ولرعيتهم وبما يعينهم على القيام بمهامهم. قال صلى الله عليه وسلم: «الدين النصيحة (1)» ثلاث مرات «قالوا: لمن يا رسول الله قال: لله ولكتابه ولرسوله، ولأئمة المسلمين وعامتهم (2)» .
(1) صحيح مسلم الإيمان (55)، سنن النسائي البيعة (4197)، سنن أبو داود الأدب (4944)، مسند أحمد بن حنبل (4/ 102).
(2)
صحيح مسلم الإيمان (55)، سنن النسائي البيعة (4197)، سنن أبو داود الأدب (4944)، مسند أحمد بن حنبل (4/ 102).
الصفات التي يجب أن يتحلى بها الداعية إلى الإسلام
لما كانت الدعوة إلى الله عز وجل منصبا جليلا وجب ألا يتقدم للقيام به إلا من توفرت فيه شروط، وتحلى بصفات تليق بهذا المنصب ومنها:
1 -
أن يكون على علم بما يدعو إليه. قال تعالى: {قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ} (1) فالرسول صلى الله عليه وسلم يدعو إلى الله على بصيرة، وأتباعه يدعون إلى الله على بصيرة. والبصيرة هي العلم، فلا بد للداعية من العلم بما يشرع وما لا يشرع بأن يميز بين السنة والبدعة والحسنة والسيئة، والحلال والحرام، وأن يعرف الشرك والتوحيد، وما هو الكفر والفسوق والعصيان حتى يعامل المدعوين بحسب ما عندهم من الخلل، فهو يحتاج إلى العلم الذي يستطيع به إقناع المعارض وإفحام المناظر ودحض الشبهة. لأن الله تعالى يقول:{وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ} (2) وقال النبي صلى الله عليه وسلم لمعاذ لما بعثه إلى اليمن: «إنك تأتي قوما
(1) سورة يوسف الآية 108
(2)
سورة النحل الآية 125
من أهل الكتاب (1)» نبهه على ذلك ليتهيأ لمناظرتهم ويعد الأجوبة الصائبة لامتحانهم له؛ لأنهم أهل علم سابق بخلاف المشركين وعبدة الأوثان الذين لا علم عندهم. ومخاطبة العالم ليست كمخاطبة غيره، فالجاهل لا يصلح أن يكون داعية لأنه يهدم ولا يبني، ويفسد ولا يصلح، ويقف عند أدنى شبهة وينقطع عند أدنى خصومة، فلا يحصل المقصود. أو يتكلم بجهل أو يحكم بغير علم، والله تعالى قد حرم القول عليه بلا علم وجعله عديلا للشرك، وقد انتمى إلى الدعوة اليوم أناس لا علم عندهم فنخشى أن يحدثوا آثارا سلبية، فالواجب أن يقفوا عند حدهم ولا يدخلوا فيما ليس من اختصاصهم، وأن يستبدلوا بأهل العلم والبصيرة.
2 -
على الداعية أن يكون عاملا بما يدعو الناس إليه من الخير؛ لأن الناس ينظرون إلى عمله قبل أن يستمعوا إلى قوله، وقد ذكر الله سبحانه عن نبيه شعيب عليه السلام أنه قال لقومه:{وَمَا أُرِيدُ أَنْ أُخَالِفَكُمْ إِلَى مَا أَنْهَاكُمْ عَنْهُ إِنْ أُرِيدُ إِلَّا الْإِصْلَاحَ مَا اسْتَطَعْتُ} (2). قال شيخنا الشيخ محمد الأمين الشنقيطي رحمه الله: يفهم من هذه الآية الكريمة أن الإنسان يجب عليه أن يكون منتهيا عما ينهى عنه غيره مؤتمرا بما يأمر به غيره، وقد بين سبحانه ذلك في مواضع أخر كقوله:{أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ وَأَنْتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ} (3) الآية. وقوله: {كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ} (4) وفي الصحيحين من حديث أسامة بن زيد رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «يجاء بالرجل يوم القيامة فيلقى في النار، فتندلق أقتابه في النار، فيدور بها كما يدور الحمار برحاه، فيتجمع عليه أهل النار فيقولون يا فلان ألست كنت تأمرنا
(1) صحيح البخاري الزكاة (1458)، صحيح مسلم الإيمان (19)، سنن الترمذي الزكاة (625)، سنن النسائي الزكاة (2435)، سنن أبو داود الزكاة (1584)، سنن ابن ماجه الزكاة (1783)، مسند أحمد بن حنبل (1/ 233)، سنن الدارمي الزكاة (1614).
(2)
سورة هود الآية 88
(3)
سورة البقرة الآية 44
(4)
سورة الصف الآية 3
بالمعروف وتنهانا عن المنكر. فيقول: كنت آمركم بالمعروف ولا آتيه، وأنهاكم عن المنكر وآتيه (1)» وقد قال الشاعر:
لا تنه عن خلق وتأتي مثله
…
عار عليك إذا فعلت عظيم
3 -
على الداعية أن يكون مخلصا لله في دعوته لا يريد بها رياء ولا سمعة ولا مدحا من الناس ولا إظهارا لنفسه. وإنما يريد إظهار دين الله وإعلاء كلمته، ونفع المدعوين وهدايتهم إلى الخير وهذا يؤخذ من قوله تعالى:{قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ} (2) سورة يوسف آية 108. قال الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله: فيها التنبيه على الإخلاص لأن كثيرا ولو دعا إلى الحق فهو يدعو إلى نفسه - يعني أنه يريد الظهور والمدح من الناس، وهذا ينافي الإخلاص.
4 -
على الداعية أن يتحلى بالصبر والحلم لأنه سيتعرض في سبيل الدعوة لمشاق وسيواجه صعوبات، وما لم يتحل بالصبر والحلم فإنه سيقف في أول الطريق. ولهذا لما أمر الله نبيه محمد بالدعوة أمره بالصبر فقال:{وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلَّا بِاللَّهِ وَلَا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلَا تَكُ فِي ضَيْقٍ مِمَّا يَمْكُرُونَ} (3). وقال لقمان لابنه: {وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ} (4).
5 -
على الداعية أن يوقن بأن العاقبة الحميدة للحق ولو تأخرت، ولا يقنط ولا ييأس من حصول النتائج الحميدة، ولو على الأقل إقامة الحجة وبراءة الذمة. كما ذكر الله سبحانه عن الذين أنكروا على أصحاب السبت فعلتهم الشنيعة وقال لهم من قال:{لِمَ تَعِظُونَ قَوْمًا اللَّهُ مُهْلِكُهُمْ أَوْ مُعَذِّبُهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا قَالُوا مَعْذِرَةً إِلَى رَبِّكُمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ} (5). قال الإمام الشوكاني رحمه الله: أي موعظتنا معذرة إلى الله حتى لا يؤاخذنا بترك الأمر
(1) صحيح البخاري كتاب بدء الخلق (3267)، صحيح مسلم الزهد والرقائق (2989)، مسند أحمد بن حنبل (5/ 205).
(2)
سورة يوسف الآية 108
(3)
سورة النحل الآية 127
(4)
سورة لقمان الآية 17
(5)
سورة الأعراف الآية 164