الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ليكاد لا يفارق قوله إلا قليلا، قال بكير بن الأشج: كل ما أخذ به سعيد بن المسيب من القضاء، وما كان يفتي به عن زيد بن ثابت، وكان كل قضاء أو فتوى جليلة ترد عليه تحكى له عن بعض من هو غائب عن المدينة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وغيرهم إلا قال: فأين زيد بن ثابت من هذا؟ إن زيد بن ثابت أعلم الناس بما تقدم من قضاء، وأبصرهم بما يرد عليه مما يسمع فيه بشيء (1). . ثم تركز أكثر فقه زيد بن ثابت في مذهب الإمام مالك رحمه الله. والإمام مالك هو الذي يقول: إمام الناس عندنا زيد بن ثابت وبعده عبد الله بن عمر - سيأتي بعد قليل.
(1) طبقات ابن سعد 2/ 360
(جـ)
الحساب:
كان زيد بن ثابت بارعا بالحساب، وهذا أمر وإن لم يذكره به أحد، إلا أن الأعمال التي أسندت إليه والتي تحتاج إلى براعة في الحساب تدل على ذلك، من ذلك تفوقه في علم الفرائض - المواريث - وهو علم يستند على الحساب، وإسناد رسول الله صلى الله عليه وسلم قسمة الغنائم إليه أكثر من مرة، ومساعدته عمر بن الخطاب في تدوين الدواوين، وقيامه بأمانة بيتا مال المسلمين في عهد عثمان، سيأتي الكلام على ذلك بعد قليل.
(ط)
ثناء العلماء عليه:
لن نطيل في ذكر أقوال العلماء في الثناء على علم زيد بن ثابت رضي الله عنه بعد أن أثنى عليه الرسول صلى الله عليه وسلم بقوله: «أفرض أمتي زيد بن ثابت (1)» .، وسأكتفي بذكر أربعة أقوال لأربعة من - قمم العلم في الإسلام.
الأول: أن عبد الله بن عباس أخذ لزيد بن ثابت بالركاب ليركب، فقال له زيد: تنح يا ابن عم رسول الله، فقال ابن عباس: هكذا نفعل بعلمائنا وكبرائنا (2). .
(1) أخرجه الترمذي في مناقب أهل البيت
(2)
الإصابة برقم 2882 وصفة الصفوة 1/ 706 وطبقات ابن سعد 2/ 360