الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
واعتزل زيد بن ثابت العمل السياسي في عهد علي بن أبي طالب، ولم يشهد شيئا من مشاهده، لأنه كان يراها فتنة، القاعد عنها خير من القائم فيها ولكن ذلك لم ينقص من حب علي بن أبي طالب في نفسه (1).، ولم يمنعه من أن يروي ما سمعه من رسول الله صلى الله عليه وسلم في فضل آل البيت كقوله صلى الله عليه وسلم:«إني تارك فيكم خليفتين، كتاب الله حبل ممدود ما بين السماء والأرض، وعترتي أهل بيتي، وإنهما لن يتفرقا حتى يردا علي الحوض (2)» . .
(1) الاستيعاب 1/ 189
(2)
فضائل الصحابة 2/ 602 ومسند الإمام أحمد 5/ 181
(و)
زيد مع مروان بن الحكم (أمير المدينة المنورة):
لما ولي مروان بن الحكم إمارة المدينة المنورة قرب زيد بن ثابت، وبالغ في إكرامه، وكان يغضب إن مس زيد بن ثابت ما يكره مهما كان تافها، فقد روى الطيالسي في مسنده قال: حدثنا شعبة قال أخبرني عمرو بن مرة سمع أبا البختري يحدث عن أبي سعيد قال: لما نزلت هذه الآية: {إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ} (1) قرأها رسول الله حتى ختمها، ثم قال: أنا وأصحابي خير، والناس خير، لا هجرة بعد الفتح.
قال أبو سعيد: فحدثت بهذا الحديث مروان بن الحكم - وكان أميرا على المدينة - فقال كذبت، وعنده زيد بن ثابت وزيد بن أرقم، فقلت: أما هذان إن شاءا حدثاك، ولكن هذا يخشى أن تنزعه عن الصدقة، وهذا يخشى أن تنزعه عن عرافة قومه، فرفع - مروان - الدرة، فلما رأيا ذلك، قالا: صدق (2). .
وكان زيد بن ثابت لا يتوانى في نصح مروان وطلب الإصلاح لما فسد من تصرفات الناس وأعمالهم، فعن أبان بن عثمان عن أبيه قال: خرج زيد من عند مروان نحوا من نصف النهار، فقلنا: ما بعث إليه الساعة إلا لشيء سأله
(1) سورة النصر الآية 1
(2)
مسند الطيالسي ص 601