الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
يحضرها القريب والغريب، أو جلس إلى القضاء التزم الوقار وما حدث إلا بالجد من القول، وبهذا وصفه ثابت بن عبيد عندما قال:" كان زيد من أفكه الناس في بيته، وأزمتهم إذا خرج إلى الرجال "(1). وهو لا يريد بقوله: (أزمتهم) إلا التزام الوقار، ولذلك جاء في الإصابة:" ما رأيت رجلا أفكه في بيته، ولا أوقر في مجلسه من زيد بن ثابت "(2). .
(1) صفة الصفوة 1/ 706
(2)
الإصابة في تمييز أسماء الصحابة برقم 2882
5 -
جهاده:
لما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة المنورة مهاجرا من مكة كانت سن زيد بن ثابت إحدى عشرة سنة (1). ولكنه كان فتى مؤمنا صادق الإيمان، وبحلول رسول الله المدينة المنورة واحتضانه زيد بن ثابت منذ حلوله وتكليفه بأعباء تنوء عنها الرجال كتعلم لغة اليهود، وكتابة الوحي، قد نما الإيمان في قلب زيد، وزادت الرؤية عنده وضوحا في معرفة الحق وأهل الحق، والباطل وأهل الباطل، واشتد الحماس لديه للحق وأهله، وأن الحق يجب أن يعلو ويظهر بقوة الحجة التي يحملها، وإلا فبالقوة إن استعملت القوة في إخفاء صوت الحق وتحطيم أهله.
ولذلك رأينا يوم بدر - في السنة الثانية من الهجرة - زيد بن ثابت وهو لم يتم الخامسة عشرة من عمره يتقدم بكل ثقة ليكون بين صفوف المجاهدين في بدر، ولاحظ رسول الله وجود زيد بن ثابت بين صفوف المجاهدين، فاستصغره ورده صلوات الله وسلامه عليه، (2)، لأن الحرب لا يفلح فيها إلا ذو زند مفتول، وزيد لما يبلغ ذلك بعد.
ولما كان يوم أحد - في السنة الثالثة للهجرة - اشترك فيه زيد بن ثابت - كما تذكر بعض الروايات، وإن كانت بعض الروايات الأخرى تقول
(1) تهذيب التهذيب 3/ 399 وصفة الصفوة 1/ 4 / 70
(2)
الإصابة الترجمة رقم 2882 وتاريخ الطبري 2/ 477 و 505
إن أول مشاهده كان يوم الخندق (1).
وقد ساهم رضي الله عنه في حفر الخندق والدفاع عنه، وكان ممن ينقل التراب مع المسلمين، فأعياه التعب فنعس فنام، فجاء عمارة بن حزم فأخذ سلاحه وهو لا يشعر، فلما استيقظ زيد ولم يجد سلاحه ذعر وتغيرت حاله، فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم، فقال له: يا أبا رقاد ويومئذ «نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يروع المؤمن، ولا يؤخذ متاعه جادا ولا لاعبا (2)» .
ونحن لا نشك في أنه اشترك في وقائع تلت الخندق، ولم يرد له اسم فيها لأنه لم يكن له فيها دور مميز.
واشترك يوم تبوك، وكانت راية بني النجار يوم تبوك مع عمارة بن حزم، فأخذها الرسول صلى الله عليه وسلم من عمارة ودفعها إلى زيد بن ثابت، فتكدر لذلك عمارة وقال لرسول الله صلى الله عليه وسلم: يا رسول الله أبلغك عني شيء؟ فقال عليه الصلاة والسلام: لا، ولكن القرآن مقدم، وزيد أكثر أخذا للقرآن منك واشترك في قتال المرتدين في أيام أبي بكر، مع مجموعة من أولاده، ووقعت فيهم مقتلة عظيمة يوم ذاك، قتل فيها من أولاد زيد بن ثابت فيما أحصيت: ابنه سعد بن زيد (3). ويحيى بن زيد، وسليمان بن زيد (4).، وسليط بن زيد، وعبد الرحمن بن زيد، وعبد الله بن زيد، وزيد بن زيد (5). وأصيب فيها زيد بن ثابت بسهم في كتفه، ولكنه لم يضره (6). .
(1) الإصابة برقم 2882 وتهذيب 3/ 399 وصفة الصفوة 1/ 704
(2)
الإصابة في ترجمة زيد بن ثابت برقم 2882
(3)
طبقات ابن سعد 5/ 263
(4)
طبقات ابن سعد 5/ 264
(5)
طبقات ابن سعد 5/ 265
(6)
الاستيعاب في ترجمة زيد بن ثابت