الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ما يلي: " إن محاولة الجمع بين الأحاديث لم تكن مقنعة ولا مرضية لمعظم المحدثين، ويظهر ذلك في تصارع الفرق الإسلامية وتكفير بعضها بعضا استنادا على بعض الأحاديث المتناقضة، ومن أمثلة ذلك قول محمد صلى الله عليه وسلم: «من قال: لا إله إلا الله دخل الجنة وإن سرق وإن زنى (1)»، بينما يقول في حديث آخر: «لن يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر (2)». ويقول في حديث آخر يحمل نفس المعنى: «لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن (3)». . . كما أن هناك أحاديث أخرى متعارضة كحديث النهي عن الشرب قائما والحديث الذي يدل على أن محمدا صلى الله عليه وسلم شرب قائما، والحديث الذي ورد عن السيدة عائشة في أنه لم يبل واقفا قط وحديث حذيفة الذي يقول فيه: «إنه قد رأى محمدا صلى الله عليه وسلم بال واقفا». وعلى الرغم من هذه المتناقضات فإن هذه الأحاديث وأمثالها تعد جزءا من التراث الإسلامي الذي يعتز به المسلمون، ولكي يكون المسلمون منطقيين مع أنفسهم فإن عليهم أن يعيدوا النظر في تراثهم بشيء من الجدية وأن طبقوا عليه قواعد النقد التاريخي العلمي والمنهجي حتى يصفوه من الشوائب والأكدار والأخطاء الشنيعة التي وقع فيها ما يسمون أنفسهم بالمحدثين "(4).
(1) صحيح البخاري الرقاق (6443)، صحيح مسلم الإيمان (94)، سنن الترمذي الإيمان (2644)، مسند أحمد بن حنبل (5/ 152).
(2)
صحيح مسلم الإيمان (91)، سنن الترمذي البر والصلة (1999)، سنن أبو داود اللباس (4091)، سنن ابن ماجه المقدمة (59)، مسند أحمد بن حنبل (1/ 416).
(3)
صحيح البخاري الأشربة (5578)، صحيح مسلم الإيمان (57)، سنن الترمذي الإيمان (2625)، سنن النسائي الأشربة (5659)، سنن أبو داود السنة (4689)، سنن ابن ماجه الفتن (3936)، مسند أحمد بن حنبل (2/ 386)، سنن الدارمي الأشربة (2106).
(4)
مترجم عن: islam. pp 106 - 111.
2 -
اختلاف الروايات حول تدوين الأحاديث وكيفية الجمع بينها
لقد وردت أحاديث نبوية صحيحة تنهى عن كتابة الحديث النبوي الشريف، كما وردت أحاديث أخرى صحيحه تبين أن الرسول صلى الله عليه وسلم قد أذن بكتابة السنة، ولهذا فسوف أقوم هنا بإيراد الأحاديث التي تنهى عن كتابة السنة، ثم أورد الأحاديث التي فيها إذن بكتابة السنة، وبعد ذلك سوف أورد بإذن الله آراء العلماء حول هذه الأحاديث، وكيفية الجمع والتوفيق بينها.