الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الالتزام ليطلب منهم الأخذ بما جاء عن عثمان بن عفان باعتبار أن زيد بن ثابت قد أشار به عليه، فقد قال عبد الملك لأهل المدينة مرة: يا أهل المدينة، إن أحق الناس أن يلزم الأمر الأول لأنتم، وقد سالت علينا أحاديث من قبل هذا المشرق - يعنى: العراق - لا نعرفها، ولا نعرف إلا قراءة القرآن، فالزموا ما في مصحفكم الذي جمعكم عليه الإمام المظلوم - عثمان - وعليكم بالفرائض التي جمعكم عليها إمامكم المظلوم، فإنه قد استشار في ذلك زيد بن ثابت، ونعم المشير كان للإسلام، فأحكموا ما أحكما، وأسقطوا ما شذ عنهما (1). .
(1) طبقات ابن سعد 2/ 233
(6)
شواذه:
إننا لو تأملنا فيما جمعناه من فقه زيد بن ثابت لا نجد فيه قولا شاذا متروكا لا يعمل به، بل كل اجتهاداته وفتاواه أخذ بها أقوام وعملوا بها، وهذه ملاحظة وإن كنا لاحظناها اليوم في فقه زيد بن ثابت رضي الله عنه، إلا أنه قد سبقنا إليها تلميذه وحامل فقهه الإمام سعيد بن المسيب رحمه الله. فقد قال - رحمه الله تعالى: " لا أعلم لزيد قولا لا يعمل به، مجمع عليه في الشرق أو الغرب، أو يعمل به أهل مصر، وإنه ليأتينا عن غيره أحاديث وعلم ما رأيت أحدا من الناس يعمل بها، ولا من هو بين ظهرانيهم (1). .
(1) طبقات ابن سعد 2/ 360
(7)
إمتناعه عن الفتوى فيما لم يقع:
لقد كان لتحذير الرسول صلى الله عليه وسلم من الاجتراء على الفتوى أثر كبير في نفوس فقهاء السلف رضوان الله عليهم، لأن الخطأ في الفتوى قد يكون بداية إنحراف عن دين الله تعالى، ولذلك كان الواحد منه يدفع الفتوى عن نفسه ما استطاع، ويود لو أنه لا يفتي أبدا، ولكن الفتوى أمر لا مناص منه للعلماء الفقهاء، ولذلك فإنهم كانوا يضيقون دائرتها ما استطاعوا، ومن أساليب تضييق