الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وبذلك نرى زيد بن ثابت لم يغفل إيراد اسمه بين المفتين من الصحابة أحد يعتد به.
وما جمعناه من فقه زيد بن ثابت رضي الله عنه يشهد على فقهه.
(2)
إتقانه الفرائض مع الفقه:
ولما كان كثير من الفقهاء من يتقن الأحكام ولا يتقن المواريث - أعني: الفرائض - أو يتقن المواريث ولا يتقن الأحكام، كما قال المغيرة بن مقسم: لما مات إبراهيم النخعي رأينا أن يخلفه الأعمش، فأتيناه فسألناه عن الحلال والحرام فإذا لا شيء، فسألناه عن الفرائض فإذا هو عنده، ثم أتينا حمادا فسألناه عن الفرائض فإذا لا شيء، فسألناه عن الحلال والحرام فإذا هو صاحبه، قال: فأخذنا الفرائض عن الأعمش، وأخذنا الحلال والحرام عن حماد عن إبراهيم (1). .
أقول: لما كان الأمر كذلك اقتضى التنويه إلى أن زيد بن ثابت كان يتقن الفرائض إتقانا تاما إلى جانب إتقانه الحلال والحرام، وقد شهد له رسول الله صلى الله عليه وسلم بالتفوق في الفرائض والمواريث حيث قال عليه الصلاة والسلام:«أرحم أمتي بأمتي أبو بكر، وأشدهم في أمر الله عمر، وأشدهم حياء عثمان، وأقضاهم علي، وأعلمهم بالحلال والحرام معاذ بن جبل، وأفرضهم زيد بن ثابت (2)» . .
وقد عرف الناس ذلك في زيد بن ثابت، حتى قال قبيصة بن ذؤيب: كان زيد بن ثابت رأسا في المدينة في القضاء والفتوى والقراءة والفرائض (3). . وقاك الشعبي: غلب زيد الناس على اثنتين: الفرائض والقرآن (4).، وقال سليمان بن
(1) طبقات ابن سعد 6/ 332
(2)
الترمذي في مناقب أهل البيت، والنسائي برقم 3793 وانظر: طبقات ابن سعد 2/ 359
(3)
الإصابة 2882
(4)
تهذيب التهذيب 3/ 399 والاستيعاب 1/ 189 وسير أعلام النبلاء 2/ 432