الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ولا نفسرها "، أراد أنها تترك على ظاهرها كما جاءت "(1).
وقال البغوي: " قلت: والقدم والرجلان (2)، (3). . المذكوران في هذا الحديث من صفات الله سبحانه وتعالى، المنزه عن التكييف والتشبيه، وكذلك كل ما جاء من هذا القبيل في الكتاب أو السنة كاليد والإصبع والعين والمجيء والإتيان، فالإيمان بها فرض، والامتناع عن الخوض فيها واجب "(4). .
(1) تهذيب اللغة (9/ 45 - 46).
(2)
هكذا وردت بالتثنية
(3)
وذكر الحديث بالإفراد
(4)
شرح السنة (15/ 257)
(2)
أصابع الرحمن:
ذكر الزمخشري حديث: «قلب المؤمن بين إصبعين من أصابع الرحمن، يقلبه كيف يشاء (1)» .
فقال: " هذا تمثيل لسرعة تقلب القلوب، إن ذلك معقود بمشيئته وذكر الأصابع مجاز كذكر اليد واليمين ". .
وقال القاضي عياض: " وقوله: " يضع السماوات على إصبع. . . " الحديث، قيل: الإصبع صفة سمعية لله تعالى، لا يقال فيها أكثر من ذلك كاليد، وهذا مذهب الأشعري وبعض أصحابه، وقد يحتمل أن يكون إصبعا من أصابع ملائكته، أو خلقا من خلقه سماه إصبعا، وقيل: هي كناية عن القدرة وعن النعمة، وقيل: قد يكون المراد ضرب المثل من أنه لا تعب عليه ولا لغوب في إظهار المخلوقات كلها ذلك اليوم "(2). .
وأورد ابن الأثير الحديث الذي عند الزمخشري ثم شرح نحو شرحه، وأضاف إليه فقال:" وتخصيص ذكر الأصابع عن أجزاء القدرة والبطش لأن ذلك باليد، والأصابع أجزاؤها "(3). .
(1) صحيح مسلم القدر (2654)، مسند أحمد بن حنبل (2/ 168).
(2)
المشارق (1/ 47)
(3)
النهاية (3/ 9)
وملخص الأقوال الواردة هنا كما يلي:
(1)
ذكر الأصابع مجاز والمراد بها تمثيل المشيئة.
(2)
الإصبع صفة لله تعالى، تثبت كما وردت من غير معرفة كنهها، وكيفيتها، ولا تجحد تشبيها بصفات المخلوقين.
(3)
المراد من الإصبع إصبع بعض ملائكته، أو يراد بها بعض المخلوقين سمي إصبعا.
(4)
هي كناية عن النعمة وعن القدرة.
(5)
أريد بها ضرب المثل لإظهار عدم التعب.
وبعد ما عرضنا أقوالهم المعارضة في تأويل الإصبع يجدر بنا أن نسوق نصوصا وردت فيها هذه الكلمة، ونعرف مدى اهتمام الشارع بإثبات الصفات وتعطيل المئولين إياها، وهي فيما يأتي:
عن عبد الله بن عمرو عن النبي صلى الله عليه وسلم: «إن قلوب بني آدم كلها بين إصبعين من أصابع الرحمن كقلب واحد يصرفه حيث يشاء (1)»
عن عبد الله «أن يهوديا جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا محمد إن الله يمسك السماوات على إصبع، والأرضين على إصبع، والشجر على إصبع، والخلائق على إصبع.
(وفي رواية عند الطبري: " ثم يهزهن "، ثم يقول: أنا الملك، فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى بدت نواجذه ثم قرأ: (3)» وفي رواية الطبري المذكور: " ثم قرأ هذه الآية {وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ} (4) الآية.
وفي رواية عنه: «فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم تعجبا وتصديقا له (5)»
(1) مسلم (مع النووي)(16/ 204) الترمذي (3/ 199) مسند أحمد (3/ 112) توحيد ابن خزيمة (81) توحيد ابن منده (1/ 272). .
(2)
البخاري (مع الفتح)(13/ 393) حديث رقم (741) تفسير الطبري (24/ 26). .
(3)
سورة الأنعام الآية 91 (2){وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ}
(4)
سورة الأنعام الآية 91
(5)
البخاري (مع الفتح)(13/ 393) حديث رقم (741) تفسير الطبري (24/ 26). .