الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
رابعها: يكون بمعنى المستشهد في سبيل الله، قال الله تعالى:{وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ} (1).
خامسها: يكون لمعنى الشهيد الذي يشهد على حق من حقوق المسلمين، قال الله تعالى:{وَاسْتَشْهِدُوا شَهِيدَيْنِ مِنْ رِجَالِكُمْ} (2) يعني على الحقوق.
سادسها: يكون بمعنى الحاضر قال الله تعالى: {فَإِنْ أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَالَ قَدْ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيَّ إِذْ لَمْ أَكُنْ مَعَهُمْ شَهِيدًا} (3) يعني حاضرا.
سابعها: يكون بمعنى شركاء، قال الله تعالى:{وَادْعُوا شُهَدَاءَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ} (4) يعني شركاءكم.
(1) سورة النساء الآية 69
(2)
سورة البقرة الآية 282
(3)
سورة النساء الآية 72
(4)
سورة البقرة الآية 23
المعنى الاصطلاحي:
- وقال أبو عبد الله محمد بن محمد المنبجي الحنبلي: (اختلف العلماء في ذلك على أقوال:
- (أحدها): لأنه حي كما قال تعالى: {وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ} (1).
- (الثاني): لأن الله تعالى وملائكته شهدوا له بالجنة.
- (الثالث): لأن الملائكة تشهده.
- (الرابع): لقيامه بشهادة الحق حتى قتل.
(1) سورة آل عمران الآية 169
- (الخامس): لأنه يشهد ما أعده الله له من الكرامة بالقتل.
- (السادس): لأنه شهد لله بالوجود والإلهية بالفعل لما شهد غيره بالقول.
- (السابع): لسقوطه بالأرض وهي الشاهد له.
- (الثامن): لأنه شهد له بوجوب الجنة.
- (التاسع): من أجل شاهده وهو دمه.
- (العاشر): لأنه شهد له بالإيمان وحسن الخاتمة.
- فهذه عشرة أقوال من أماكن متفرقة جمعت لك رخيصة الأثمان، فهذه
الأقوال في المخلص الذي قصد بجهاده وجه الله تعالى، والدار الآخرة، فإنه سبحانه وتعالى إذا علم قصد العبد وإخلاصه أغاثه (1).
قال تعالى: {إِنَّا لَا نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلًا} (2) والشهيد: المقتول في سبيل الله، والجمع شهداء.
والاسم: الشهادة، واستشهد: قتل شهيدا، وتشهد: طلب الشهادة، والشهيد: الحي (3).
وقال أحمد الدمياطي المشهور بابن النحاس (4): " اعلم أن الشهادة رتبة عظيمة ومنزلة جسيمة لا يلقاها إلا ذو حظ عظيم ولا ينالها إلا من سبق له القدر بالفوز المقيم، وهي الرتبة الثالثة من مقام النبوة، كما قال تعالى:{فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا} (5)
(1) تسلية أهل المصائب صـ 229 ط الأولى، فتح الباري 6/ 42 - 43 ط السلفية
(2)
سورة الكهف الآية 30
(3)
النهاية لابن الأثير 2/ 513، لسان العرب 3/ 238 - 243.
(4)
مشارع الأشواق 2/ 693 - 694 ط الأولى 1410 هـ.
(5)
سورة النساء الآية 69