الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
خامسا: الفراسة:
الفراسة في اللغة بالكسر مصدر فرست بالعين أفرس من باب ضرب ومنه تفرست فيه الخبر تعرفته بالظن الصائب ومنه حديث: «اتقوا فراسة المؤمن (1)» .
وقد ورد في القرآن الكريم ما يدل على معناها كقوله تعالى: {إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِلْمُتَوَسِّمِينَ} (2) قال مجاهد رحمه الله المتفرسين وقال ابن عباس رضي الله عنهما: (للناظرين) وقال قتادة رحمه الله للمعتبرين وقال مقاتل: للمتفكرين ولم يرد لفظها فيه.
وأما في السنة فقد وردت بلفظها حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «اتقوا فراسة المؤمن فإنه ينظر بنور الله (3)» رواه الترمذي عن أنس وهو حسن ولا تعارض بين أقوال المفسرين في الآية المتقدمة لأن الناظر متى نظر وتفكر في حالهم وانتقل إلى الصور المشابهة لهم في الحال وصل إلى الحكم عليهم بنفس الحكم فهي أقوال متلازمة غير متنافرة (4).
(1) المصباح المنير (2/ 121).
(2)
سورة الحجر الآية 75
(3)
سنن الترمذي كتاب تفسير القرآن (3127).
(4)
انظر مدارج السالكين (2/ 482، 483).
أنواع الفراسة:
(1).
يرى ابن القيم أن الفراسة على ثلاثة أنواع:
النوع الأول: (الفراسة الإيمانية
وحقيقتها أنها خاطر يهجم على القلب ينفي ما يضاده يثبت على القلب) وسمي بهذا الاسم تشبيها له بوثوب الأسد على فريسته وسبب هذا النوع: نور يقذفه الله في قلب العبد يكون من
(1) انظر مدارج السالكين (2/ 483 - 495) شرح الطحاوية (445 - 447).