الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو
…
عضو
…
نائب رئيس اللجنة
…
الرئيس
عبد الله بن قعود
…
عبد الله بن غديان
…
عبد الرزاق عفيفي
…
عبد العزيز بن عبد الله بن باز
الإجابة عن
شبه حول بعض الأنبياء
ومسائل في العقيدة
فتوى رقم 1883
س 1: زعم أن عيسى عليه السلام له أب، وقال بأن الاعتقاد بأن عيسى ولد من غير أب ليس من عقيدة المسلمين؟
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على رسوله وآله وصحبه، وبعد:
جـ: إن زعم عيسى عليه السلام له أب مناقض لنصوص القرآن الدالة على أن أم عيسى عليه الصلاة والسلام قد أحصنت فرجها وأنها لم يمسها بشر وأنه كلمة الله جعله آية للناس، قال الله تعالى:{إِذْ قَالَتِ الْمَلائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ وَجِيهًا فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ} (1){وَيُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلًا وَمِنَ الصَّالِحِينَ} (2){قَالَتْ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي وَلَدٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ قَالَ كَذَلِكِ اللَّهُ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ إِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ} (3) وقال تعالى: {وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مَرْيَمَ إِذِ انْتَبَذَتْ مِنْ أَهْلِهَا مَكَانًا شَرْقِيًّا} (4){فَاتَّخَذَتْ مِنْ دُونِهِمْ حِجَابًا فَأَرْسَلْنَا إِلَيْهَا رُوحَنَا فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَرًا سَوِيًّا} (5){قَالَتْ إِنِّي أَعُوذُ بِالرَّحْمَنِ مِنْكَ إِنْ كُنْتَ تَقِيًّا} (6){قَالَ إِنَّمَا أَنَا رَسُولُ رَبِّكِ لِأَهَبَ لَكِ غُلَامًا زَكِيًّا} (7){قَالَتْ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ وَلَمْ أَكُ بَغِيًّا} (8){قَالَ كَذَلِكِ قَالَ رَبُّكِ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ وَلِنَجْعَلَهُ آيَةً لِلنَّاسِ وَرَحْمَةً مِنَّا وَكَانَ أَمْرًا مَقْضِيًّا} (9){فَحَمَلَتْهُ فَانْتَبَذَتْ بِهِ مَكَانًا قَصِيًّا} (10)
(1) سورة آل عمران الآية 45
(2)
سورة آل عمران الآية 46
(3)
سورة آل عمران الآية 47
(4)
سورة مريم الآية 16
(5)
سورة مريم الآية 17
(6)
سورة مريم الآية 18
(7)
سورة مريم الآية 19
(8)
سورة مريم الآية 20
(9)
سورة مريم الآية 21
(10)
سورة مريم الآية 22
الآيات، وقال تعالى:{وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرَانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهِ مِنْ رُوحِنَا وَصَدَّقَتْ بِكَلِمَاتِ رَبِّهَا وَكُتُبِهِ وَكَانَتْ مِنَ الْقَانِتِينَ} (1) فهذه الآيات قررت حصانتها وبراءتها من الزنا وصدقها في أنها لم يمسها بشر وصرحت بأن عيسى عليه السلام كلمة الله وآيته ألقاها إلى مريم ودلت على أن حمل مريم بعيسى إنما كان نفخ جبريل فيها بإذن الله وأمره فمن أنكر ذلك وزعم أن عيسى كان من أب وأم فهو كافر ملحد في آيات الله متهم لمريم بالزنا كاليهود، أو مدع أن عيسى عليه السلام ابن لله كالنصارى، تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا.
س 2: أنكر كلام عيسى عليه السلام في المهد، واستشهد بفقرات من إنجيل لوقا تؤكد أن عيسى كان عمره اثني عشر عاما؟
جـ 2: صرح القرآن بأن عيسى عليه السلام يكلم الناس وهو في المهد ومن كان في المهد، لا يعقل أن يكون بلغ من العمر اثني عشر عاما فيما عهد في السنين الكونية وجرت به عادة البشر، قال الله تعالى:{وَيُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلًا} (2) ثم لو كان كلامه في تبرئة أمه مما اتهمها به اليهود من الزنا بعد اثني عشر عاما لما كان ذلك آية ولا دليل على براءتها لأن من بلغ اثني عشر عاما يمكن أن يلقن الجواب ويفهمه ويجيب بما يراد منه، ولما أنكروا على مريم إشارتها إليه ليجيبهم عنها بما يبرئها من التهمة، قال الله تعالى:
(1) سورة التحريم الآية 12
(2)
سورة آل عمران الآية 46
{فَأَشَارَتْ إِلَيْهِ قَالُوا كَيْفَ نُكَلِّمُ مَنْ كَانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيًّا} (1){قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا} (2){وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنْتُ} (3) الآيات.
فمن أنكر كلام عيسى عليه السلام في المهد وزعم أنه حصل منه بعدما بلغ عمرا يتكلم مثله فيه عادة فهو كافر ملحد في آيات الله مكذب بكتاب الله متهم لمريم في عرضها وقد برأها الله من ذلك في محكم كتابه بما لا مجال للشك فيه.
س 3: أول الآيات المتعلقة بقتل بنى إسرائيل لأنبيائهم بأنها مجرد محاولات للقتل ونفى وقوع القتل؟
جـ 3: أخبر الله في آيات القرآن أخبارا صريحة في أن اليهود قتلوا الأنبياء بغير حق ولم يذكر سبحانه ولو في آية واحدة قرينة أو إشارة تدل على صرف هذه الأخبار عما دلت عليه من قتل اليهود أنبياءهم حقيقة إلى إيذائهم أو إلى مجرد محاولات لذلك، قال الله تعالى:{وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ وَالْمَسْكَنَةُ وَبَاءُوا بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُوا يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ الْحَقِّ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ} (4) وقال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَيَقْتُلُونَ الَّذِينَ يَأْمُرُونَ بِالْقِسْطِ مِنَ النَّاسِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ} (5) سورة آل عمران، وقال:{ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ أَيْنَ مَا ثُقِفُوا إِلَّا بِحَبْلٍ مِنَ اللَّهِ وَحَبْلٍ مِنَ النَّاسِ وَبَاءُوا بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الْمَسْكَنَةُ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُوا يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ الْأَنْبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ} (6) سورة آل عمران،
(1) سورة مريم الآية 29
(2)
سورة مريم الآية 30
(3)
سورة مريم الآية 31
(4)
سورة البقرة الآية 61
(5)
سورة آل عمران الآية 21
(6)
سورة آل عمران الآية 112
وقال تعالى: {فَبِمَا نَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ وَكُفْرِهِمْ بِآيَاتِ اللَّهِ وَقَتْلِهِمُ الْأَنْبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ} (1) الآيات سورة النساء، فمن تأول هذه الآيات ففسر القتل بالضرب أو محاولات القتل دون القتل فقد ألحد في آيات الله وتلاعب بكتاب الله دفاعا عن إخوانه اليهود وانتصارا لهم بالباطل ورضي لنفسه بالكفر دينا.
س4: ادعى بأن عيسى عليه السلام صلب ولكنه لم يمت على الصليب؟
جـ 4: أخبر الله تعالى عن اليهود بأنهم قالوا إنا قتلنا المسيح عيسى ابن مريم رسول الله، وكذبهم في ذلك ونفى نفيا صريحا أن يكونوا صلبوه أو قتلوه، قال تعالى:{وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللَّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلَّا اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا} (2){بَلْ رَفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا} (3) فمن زعم بعد ذلك أن عيسى صلب أو قتل مصلوبا أو غير مصلوب فهو كافر لمناقضته لصريح القرآن.
س5: قال بأن القضاء والقدر لا دليل لهما في القرآن الكريم؟
جـ5: عقيدة أهل السنة والجماعة أن الله تعالى قد أحاط بكل شيء علما، وأنه كتب في اللوح المحفوظ كل ما سيكون، وأن كل ما علمه وكتبه فهو كائن لا محالة، قال الله تعالي:{إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ} (4) وقال: {أَلَا إِنَّهُمْ فِي مِرْيَةٍ مِنْ لِقَاءِ رَبِّهِمْ أَلَا إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ مُحِيطٌ} (5)
(1) سورة النساء الآية 155
(2)
سورة النساء الآية 157
(3)
سورة النساء الآية 158
(4)
سورة العنكبوت الآية 62
(5)
سورة فصلت الآية 54
وقال: {مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ} (1){لِكَيْلا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ وَاللَّهُ لا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ} (2) ومن عقيدتهم أيضا أن مشيئة الله تعالى عامة لكل شيء نافذة في كل شيء وأنه تعالى قدير على كل شيء فله سبحانه القدرة الشاملة قال الله تعالى: {وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا} (3) وقال: {وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ} (4) وقال تعالى: {فَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يَهدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاءِ كَذَلِكَ يَجْعَلُ اللَّهُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ} (5) وقال: {اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ} (6){لَهُ مَقَالِيدُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ} (7) وقال: {إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ} (8) وقال: {وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ} (9) وقال {إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} (10) إلى غير ذلك من الآيات الدالة على كمال علم الله تعالى وإحاطته بكل شيء وكتابته في كتاب عنده فوق عرشه كل ما هو كائن وإرادته النافذة وقدرته الشاملة وقد شرحت الأحاديث الصحيحة الصريحة ذلك شرحا واضحا لا شك فيه ولا ارتياب، وثبت في الصحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم لما سأله جبرائيل عن الإيمان قال: " أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وتؤمن
(1) سورة الحديد الآية 22
(2)
سورة الحديد الآية 23
(3)
سورة الإنسان الآية 30
(4)
سورة التكوير الآية 29
(5)
سورة الأنعام الآية 125
(6)
سورة الزمر الآية 62
(7)
سورة الزمر الآية 63
(8)
سورة القمر الآية 49
(9)
سورة الصافات الآية 96
(10)
سورة البقرة الآية 148
بالقدر خيره وشره " إلى أن قال في آخر الحديث " هذا جبرائيل أتاكم ليعلمكم دينكم " فمن شك في ذلك أو أنكره فهو مخالف لما دلت عليه نصوص الشريعة الإسلامية خارج عن طريقة أهل السنة والجماعة سائر على طريقة أهل الزيغ والبدع والفجور الذين يحرفون كلام الله عن مواضعه ويتأولونه بأهوائهم على غير تأويله اتباعا لما تشابه من النصوص دون ردها إلى المحكم من الآيات والأحاديث فصدق فيهم قوله تعالى: {فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ} (1).
س 6: أول نتق الجبل ورفع الطور على بني إسرائيل بأنهم كانوا في أسفل الجبل وليس المراد أن الجبل ارتفع فوقهم كأنه ظلة؟ جـ 6: أخبر الله تعالى في آيات من القرآن بأنه نتق جبل الطور وأنه رفعه فوق بني إسرائيل حتى صار كالظلة عليهم وحتى ظنوا أنه ساقط عليهم قال تعالى: {وَإِذْ نَتَقْنَا الْجَبَلَ فَوْقَهُمْ كَأَنَّهُ ظُلَّةٌ وَظَنُّوا أَنَّهُ وَاقِعٌ بِهِمْ خُذُوا مَا آتَيْنَاكُمْ بِقُوَّةٍ وَاذْكُرُوا مَا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} (2) الأعراف وقال: {وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ وَرَفَعْنَا فَوْقَكُمُ الطُّورَ خُذُوا مَا آتَيْنَاكُمْ بِقُوَّةٍ وَاذْكُرُوا مَا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} (3) البقرة وقال: {وَرَفَعْنَا فَوْقَهُمُ الطُّورَ بِمِيثَاقِهِمْ} (4) النساء. فهذه أخبار عدة متنوعة متتابعة يؤكد بعضها بعضا ويفيد كل منها وحده أن الله جعل الجبل فوق رؤوسهم حقيقة فكيف بها مجتمعة يصدق بعضها بعضا وليس هناك قرينة أو إشارة ظاهرة أو خفية ترشدنا إلى صرف هذه الأخبار عن حقيقتها أو تصرفها عما يتبادر إلى الذهن منها بل دلت قرينة التهديد بالعذاب إن لم يأخذوا ما أوتوا بقوة ودل شعورهم بأنه واقع بهم على أن الله
(1) سورة آل عمران الآية 7
(2)
سورة الأعراف الآية 171
(3)
سورة البقرة الآية 63
(4)
سورة النساء الآية 154
قد أحال الجبل عن موضعه ونزعه من مقره وجعله على ما ذكر في الآيات حقيقة لا تقبل التأويل فمن تأول نتقه ورفعه عليهم بأنهم كانوا في سفح الجبل فقد ألحد في آيات الله وحرفها عن مواضعها وكان ممن زاغ قلبه عن الحق وحاد عن جادة الصواب وارتكس في حياة الكفر والضلال نعوذ بالله من ذلك.
س 7: أنكر إلقاء إبراهيم عليه الصلاة والسلام في النار وذكر أن أعداءه أعدوا مخططات لذلك ولكن كشفها الله؟ جـ 7: دلت النصوص على أن أعداء إبراهيم عليه الصلاة والسلام أرادوا به كيدا وأخبر سبحانه عنهم أنهم قالوا: {ابْنُوا لَهُ بُنْيَانًا فَأَلْقُوهُ فِي الْجَحِيمِ} (1) وأنهم قالوا: {حَرِّقُوهُ وَانْصُرُوا آلِهَتَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ فَاعِلِينَ} (2) ودل قوله تعالى: {قُلْنَا يَا نَارُ كُونِي بَرْدًا وَسَلَامًا عَلَى إِبْرَاهِيمَ} (3) على أنهم نفذوا مخططهم الذي كادوا به لإبراهيم عليه السلام وألقوه في النار فجعلها سبحانه بردا وسلاما عليه كما دلت السنة الصحيحة الثابتة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم على تفصيل ذلك، فمن أنكر إلقاء إبراهيم عليه السلام في النار وتأول النصوص الواردة في ذلك على مجرد الكيد والتخطيط لذلك فهو كافر مكذب للقرآن والسنة الصحيحة قائل على الله بغير علم ملحد في آيات الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ومخالف لما علم من الدين بالضرورة وأجمعت عليه الأمة.
س8: قال عند ترجمته لآية (18) من سورة الكهف وهي قوله تعالى: {وَتَحْسَبُهُمْ أَيْقَاظًا وَهُمْ رُقُودٌ وَنُقَلِّبُهُمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَذَاتَ الشِّمَالِ وَكَلْبُهُمْ بَاسِطٌ ذِرَاعَيْهِ بِالْوَصِيدِ} (4)
(1) سورة الصافات الآية 97
(2)
سورة الأنبياء الآية 68
(3)
سورة الأنبياء الآية 69
(4)
سورة الكهف الآية 18
الآية قال إن المراد بذلك أن شعوبا نصرانية ستنهض بعد تخلف، وسيبدأ عهد الاستعمار وأن هذه الشعوب ستألف تربية الكلاب؟
جـ 8: إن القرآن نزل بلغة العرب وبها تعرف مقاصده وتبين معانيه، وقد دل سياق الآيات التي تقص علينا أحوال أهل الكهف ودلت عبارتها وسبب نزولها على أنها تحكي واقعا تاريخيا ماضيا لجماعة من بني إسرائيل كانوا مؤمنين موحدين مخلصين لله لا يعبدون إلا الله وأنهم اضطهدوا لذلك من قومهم الكافرين وأنهم كانوا قلة ضعفاء إلى غير هذا من معاني آيات هذه القصة التي تدل قارئها على أنها نزلت في جماعة مؤمنة قد مضت فمن فسرها بشعوب نصرانية ستجيء. . إلى آخر ما ذكر من أحواله افقد ركب رأسه واتبع هواه وكذب ربه وتجنى على القرآن وواقع التاريخ بسلوكه طريق الخرص والتخمين والقول على الله بغير علم
س9: قال في ترجمته لآية (32) من سورة الكهف وهي قوله تعالى: {أُولَئِكَ لَهُمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمُ الْأَنْهَارُ يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِنْ ذَهَبٍ وَيَلْبَسُونَ ثِيَابًا خُضْرًا مِنْ سُنْدُسٍ وَإِسْتَبْرَقٍ مُتَّكِئِينَ فِيهَا عَلَى الْأَرَائِكِ نِعْمَ الثَّوَابُ وَحَسُنَتْ مُرْتَفَقًا} (1) بأن المراد من هذه الآية التنبؤ بانتصار العرب على الفرس والروم وما تتمتع به بلاد هاتين الأمبراطوريتين من خصوبة وعمران؟
جـ9: هذه الآية بيان للجزاء الأخروي الذي أعده الله لمن ذكرهم سبحانه في الآية التي قبل هذه الآية ممن آمن إيمانا صادقا وعمل عملا صالحا قال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ إِنَّا لَا نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلًا} (2){أُولَئِكَ لَهُمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ} (3) الآية بعد بيانه لجزاء
(1) سورة الكهف الآية 31
(2)
سورة الكهف الآية 30
(3)
سورة الكهف الآية 31
الظالمين الذين كفروا وسعوا في الأرض فسادا بقوله: {إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَارًا أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا وَإِنْ يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاءٍ كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ بِئْسَ الشَّرَابُ وَسَاءَتْ مُرْتَفَقًا} (1) فتفسيرها بما ذكر في السؤال من انتصار العرب على الفرس والروم وتمتعهم بما في أراضيهما من المتع والخيرات الدنيوية تحريف للكلم عن مواضعه ومناقضة لما يقتضيه سياق الكلام وهو أشبه ما يكون بتأويل الباطنية الذين ينكرون اليوم الآخر وما فيه من جزاء لمن أحسن ولمن أساء.
س10: أنكر حد الرجم وقال إن الرسول صلى الله عليه وسلم رجم قبل نزول سورة النور عملا بحكم التوراة فلما نزلت آية النور لم يرجم بعدها؟
جـ10: ثبت في الشريعة الإسلامية رجم من زنا وهو محصن من الرجال والنساء قولا وعملا أما العمل فقد رجم رسول الله صلى الله عليه وسلم ماعزا والغامدية واليهوديين لزنا هؤلاء وهم محصنون.
وأما القول فقد ثبت من حديث عبادة بن الصامت رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «خذوا عني. . خذوا عني قد جعل الله لهن سبيلا البكر بالبكر جلد مائة ونفي سنة، والثيب بالثيب جلد مائة والرجم (2)» وثبت من حديث أبي هريرة وزيد بن خالد رضي الله عنهما قالا: «كنا عند النبي صلى الله عليه وسلم فقام رجل فقال: أنشدك الله إلا قضيت بيننا بكتاب الله فقام خصمه وكان أفقه منه فقال اقض بيننا بكتاب الله وأذن لي قال: (قل) قال: إن ابني كان عسيفا على هذا فزنى بامرأته فافتديت منه بمائة شاة وخادم ثم سألت رجالا من أهل العلم فأخبروني أن على ابني جلد مائة وتغريب عام وعلى امرأته الرجم. فقال
(1) سورة الكهف الآية 29
(2)
صحيح مسلم الحدود (1690)، سنن الترمذي الحدود (1434)، سنن أبو داود الحدود (4415)، سنن ابن ماجه الحدود (2550)، مسند أحمد بن حنبل (5/ 317)، سنن الدارمي الحدود (2327).
رسول الله صلى الله عليه وسلم والذي نفسي بيده لأقضين بينكما بكتاب الله جل ذكره "المائة شاة والخادم رد عليك، وعلى ابنك جلد مائة وتغريب عام، واغد يا أنيس على امرأة هذا فإن اعترفت فارجمها فغدا عليها فاعترفت فرجمها (1)» متفق على صحته وثبت العمل بذلك والقول به في عهد الخلفاء الراشدين دون نكير فدل على أنه لم ينسخ بل مجمع على ثبوته قبل أن يكون الخوارج والمعتزلة فكان خلاف من خالف بعد ذلك خروجا عن النص والإجماع فقد ثبت عن ابن عباس رضي الله عنهما أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: " لقد خشيت أن يطول بالناس زمان حتى يقول قائل لا نجد الرجم في كتاب الله فيضلوا بترك فريضة أنزلها الله ألا وإن الرجم حق في كتاب الله على من زنى وقد أحصن إذا قامت البينة أو كان الحبل أو الاعتراف " متفق على صحته.
«وثبت عن علي رضي الله عنه حين رجم المرأة يوم الجمعة أنه قال: رجمتها بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم. وفي رواية: وجلدتها بكتاب الله (2)» قال ذلك ردا على من قال له جمعت لها بين حدين.
س11: أول الشياطين في قوله تعالى: {وَمِنَ الشَّيَاطِينِ مَنْ يَغُوصُونَ لَهُ وَيَعْمَلُونَ عَمَلًا دُونَ ذَلِكَ} (3) سورة الأنبياء وكذلك الشياطين في قوله، تعالى:{وَالشَّيَاطِينَ كُلَّ بَنَّاءٍ وَغَوَّاصٍ} (4) سورة ص؛ بأن المراد بذلك الأجانب أو أشرار الناس؟
جـ11: أولا: الشياطين كلمة عامة تشمل كل متمرد من شياطين الإنس والجن قال الله تعالى: {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الْإِنْسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا} (5)
(1) صحيح البخاري الحدود (6828)، صحيح مسلم الحدود (1698)، سنن الترمذي الحدود (1433)، سنن النسائي آداب القضاة (5411)، سنن أبو داود الحدود (4445)، سنن ابن ماجه الحدود (2549)، مسند أحمد بن حنبل (4/ 115)، موطأ مالك الحدود (1556)، سنن الدارمي الحدود (2317).
(2)
صحيح البخاري الحدود (6812)، مسند أحمد بن حنبل (1/ 140).
(3)
سورة الأنبياء الآية 82
(4)
سورة ص الآية 37
(5)
سورة الأنعام الآية 112
ولكن المراد بالشياطين التي سخرها الله لسليمان عليه السلام وأخبرنا الله عنها في آية (الأنبياء) و (ص) بأن منها من يغوص لسليمان، ومنها من يبني له ومنها من يعملون له أعمالا أخرى ومنها من هو مقرن في الأصفاد- شياطين من الجن بدليل قوله تعالى في سورة سبأ:{وَلِسُلَيْمَانَ الرِّيحَ غُدُوُّهَا شَهْرٌ وَرَوَاحُهَا شَهْرٌ وَأَسَلْنَا لَهُ عَيْنَ الْقِطْرِ وَمِنَ الْجِنِّ مَنْ يَعْمَلُ بَيْنَ يَدَيْهِ بِإِذْنِ رَبِّهِ وَمَنْ يَزِغْ مِنْهُمْ عَنْ أَمْرِنَا نُذِقْهُ مِنْ عَذَابِ السَّعِيرِ} (1){يَعْمَلُونَ لَهُ مَا يَشَاءُ مِنْ مَحَارِيبَ وَتَمَاثِيلَ وَجِفَانٍ كَالْجَوَابِ وَقُدُورٍ رَاسِيَاتٍ اعْمَلُوا آلَ دَاوُدَ شُكْرًا وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ} (2){فَلَمَّا قَضَيْنَا عَلَيْهِ الْمَوْتَ مَا دَلَّهُمْ عَلَى مَوْتِهِ إِلَّا دَابَّةُ الْأَرْضِ تَأْكُلُ مِنْسَأَتَهُ فَلَمَّا خَرَّ تَبَيَّنَتِ الْجِنُّ أَنْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ الْغَيْبَ مَا لَبِثُوا فِي الْعَذَابِ الْمُهِينِ} (3) وذكر الله تعالى في سورة النمل حديث سليمان عليه السلام مع ملائه في إحضار عرش بلقيس أن عفاريت الجن كانت مسخرة لسليمان فقال: {قَالَ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ أَيُّكُمْ يَأْتِينِي بِعَرْشِهَا قَبْلَ أَنْ يَأْتُونِي مُسْلِمِينَ} (4){قَالَ عِفْريتٌ مِنَ الْجِنِّ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ تَقُومَ مِنْ مَقَامِكَ وَإِنِّي عَلَيْهِ لَقَوِيٌّ أَمِينٌ} (5).
ثانيا: جعل الله تعالى تسخيره الشياطين لسليمان عليه السلام آية خارقة للعادة كإلانة الحديد لداود وإسالة عين القطر وتسخير الريح والطيور وتعليمه لغة الطير ونحو ذلك من خوارق العادات التي خص الله بها سليمان استجابة لدعائه: {رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكًا لَا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ} (6){فَسَخَّرْنَا لَهُ الرِّيحَ تَجْرِي بِأَمْرِهِ رُخَاءً حَيْثُ أَصَابَ} (7){وَالشَّيَاطِينَ كُلَّ بَنَّاءٍ وَغَوَّاصٍ} (8)
(1) سورة سبأ الآية 12
(2)
سورة سبأ الآية 13
(3)
سورة سبأ الآية 14
(4)
سورة النمل الآية 38
(5)
سورة النمل الآية 39
(6)
سورة ص الآية 35
(7)
سورة ص الآية 36
(8)
سورة ص الآية 37
الآيات ولو كان المراد بهم في هذه الآيات الأجانب أو شرار الناس ما كان ذلك آية لسليمان عليه السلام ولا خاصا به لحصوله بغيره من البشر.
س12: قال في آية: {فَلَمَّا قَضَيْنَا عَلَيْهِ الْمَوْتَ مَا دَلَّهُمْ عَلَى مَوْتِهِ إِلَّا دَابَّةُ الْأَرْضِ تَأْكُلُ مِنْسَأَتَهُ} (1) من سورة سبأ بأن المراد بدابة الأرض رحبعام بن سليمان لضعف مملكة سليمان في عهده والمراد بكلمة منسأته نفوذه؟
جـ12: القرآن نزل بلغة العرب وبها تعرف مقاصده وتفهم معانيه ولم يعهد في اللغة العربية التعبير بالدابة عن إنسان بعينه لضعفه ولا التعبير بالمنسأة عن النفوذ وإنما الذي عهد فيها التعبير بالدابة عن كل ما دب على وجه الأرض أو عن ذوات الأربع ولست هنا قرينة تصرفها إلى شخص معين كرحبعام بن سليمان كما ذكر في السؤال وكذا الحال في تفسير العصا بالنفوذ فتفسيرهما بما ذكر ضرب من العبث والتلاعب بآيات الله. ثم هذا التفسير لا يتناسب مع قوله تعالى في آخر الآية: {فَلَمَّا خَرَّ تَبَيَّنَتِ الْجِنُّ أَنْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ الْغَيْبَ مَا لَبِثُوا فِي الْعَذَابِ الْمُهِينِ} (2) وبهذا يعلم أن هذا الملحد متلاعب بكتاب الله يفسره بهواه من غير حجة ولا برهان.
س 13: وقال في ترجمة الآيات المتعلقة بالجن واستماعهم القرآن في
(1) سورة سبأ الآية 14
(2)
سورة سبأ الآية 14
سورة الأحقاف وسورة الجن أن المراد بالجن شعوب يهودية ونصرانية وعلق بقوله (إن النبي بشر أرسل إلى البشر وما شأن الجن في ذلك)؟ جـ: ثبت بالأدلة أن رسالة النبي صلى الله عليه وسلم عامة للثقلين الإنس والجن قال الله تعالى: {لِيُنْذِرَ مَنْ كَانَ حَيًّا وَيَحِقَّ الْقَوْلُ عَلَى الْكَافِرِينَ} (1) سورة يس والجن من عقلاء الأحياء، وقال تعالى:{إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِلْعَالَمِينَ} (2) سورة التكوير والجن من العالمين وقال تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ} (3) سور الأنبياء والجن من العالمين وقال: {قُلْ أَيُّ شَيْءٍ أَكْبَرُ شَهَادَةً قُلِ اللَّهُ شَهِيدٌ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَأُوحِيَ إِلَيَّ هَذَا الْقُرْآنُ لِأُنْذِرَكُمْ بِهِ وَمَنْ بَلَغَ} (4) والجن ممن بلغتهم رسالة محمد صلى الله عليه وسلم وقال تعالى: {تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا} (5) والجن من العالمين وبعد أن بين سبحانه خلقه الإنس والجن وأصل كل منهما الذي منه خلق وذكر كثيرا من نعمه على عباده أنكر في القرآن الذي هو شريعة لمحمد عليه الصلاة والسلام ولأمته على الإنس والجن عدم شكرهما نعمه فقال: {فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ} (6) مرات عقب النعم الكونية الشاملة لهما وبعد أنواع الجزاء حملا لهما على شكر الله بتوحيده وطاعته وتحذيرا لهما من عواقب كفر نعمه تعالى عليهم.
وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو
…
عضو
…
نائب رئيس اللجنة
…
الرئيس
عبد الله بن قعود
…
عبد الله بن غديان
…
عبد الرزاق عفيفي
…
عبد العزيز بن عبد الله بن باز
(1) سورة يس الآية 70
(2)
سورة التكوير الآية 27
(3)
سورة الأنبياء الآية 107
(4)
سورة الأنعام الآية 19
(5)
سورة الفرقان الآية 1
(6)
سورة الرحمن الآية 13