الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
عليه الفعل المضارع من التجدد المفيد للانقطاع وعدم الاستمرار ولا يقال أنه صفة مشبه على وزن اسم فاعل فتدل على الدوام والثبوت لعدة أمور:
أولها: كونها معروفة في سياق الحديث بما يدل على ضعفها كما تقدم.
الثاني: أنه زيدت في بعض الروايات أنها جزء من ستة وسبعين جزءا مما يدل على أن صدقها مختلف في الرتبة كما حرر (1).
الثالث: أن الرسول صلى الله عليه وسلم أضافها إلى المؤمن الصالح وهذه أمور خفية لا تعلم حقيقة أمرها إلا بمعرفة ما في باطن العبد ولو ادعاه مدع لكذب لأنه تزكية لنفسه فكيف يعتمد على خبره.
الرابع: أن الرؤيا الصادقة قد تحصل للكافر وإن كان نادرا كما حصلت لعزيز مصر وحصلت للسجينين مع يوسف عليه السلام.
الخامس: أن تأويل الرؤيا منا ليس بقاطع إذ لا يكون قاطعا إلا عن وحي ولاوحي لغير الأنبياء ونحن لا نعلم صدقها من كذبها إلا بعد وقوعها فلا يصح الاعتماد عليها والحالة هذه.
السادس: أن اعتبارها صفة مشبه خلاف الأصل.
(1) انظر عقيدة التوحيد في فتح الباري (322، 226).
الصوفية والطرق:
وهكذا مضى القرن الثاني الهجري والتصوف لا يزيد عن أن يكون سلوكا فرديا يعبر عن الزهادة في الدنيا والتقلل منها والجد في طلب الآخرة وإصلاح الظاهر بأنواع العبادات الظاهرة وتزكية الباطن بأنواع الأخلاق الباطنة (1).
(1) انظر الصوفية بين الحق والخلق ص (225).
وما أن دخل القرن الثالث الهجري حتى نحى التصوف طريق التجمع حول بعض الأشخاص آخذا شكلا جديدا غير شكله المعتاد، بدعوى أن هؤلاء الأشخاص مكاشفون.
يقول السيد محمود أبو الغيض المنوفي الحسيني: (وهذه الطرق تنسب كل واحدة لولي من الأولياء رضي الله عنهم وقد يرثها حفيد وسيط لولي من أولئك الأولياء فيكرمه الله سبحانه وتعالى بكرامة آبائه وأجداده الصالحين فإن من سار على دربهم أكرمه الله مثل إكرامهم ومن فرط أو قصر أكرمه الله لأجلهم)(1).
وقول أبي الغيض: (أو قصر أكرمه الله لأجلهم) في كلامه نظر ظاهر لأن الله رهن الناس بأعمالهم كما قال سبحانه: {لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ} (2) وقال: {كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ} (3) وقال: {وَكُلُّهُمْ آتِيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَرْدًا} (4) وقال: {وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسَانِ إِلَّا مَا سَعَى} (5){وَأَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرَى} (6){ثُمَّ يُجْزَاهُ الْجَزَاءَ الْأَوْفَى} (7) فمن قصر استحق العقاب لا الإكرام ومن أحسن فله الثواب قال تعالى: {هَلْ جَزَاءُ الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ} (8) وأطلق على هذا التجمع حول هذا الشخص وما يدعيه من أوراد وأذكار اختص بها اسم طريقة وكانت أول الطرق نشأة.
(1) انظر الصوفية معتقدا ومسلكا ص (43).
(2)
سورة البقرة الآية 286
(3)
سورة المدثر الآية 38
(4)
سورة مريم الآية 95
(5)
سورة النجم الآية 39
(6)
سورة النجم الآية 40
(7)
سورة النجم الآية 41
(8)
سورة الرحمن الآية 60