الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
القيم: (وقد غلظ حجاب من ظن أن هذا الطعام والشراب حس من الفم) وذكره بلفظ الحلاوة فقال صلى الله عليه وسلم: «ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان (1)» قال ابن القيم: (وهذا الذوق هو الذي استدل به هرقل على صحة النبوة حيث «قال لأبي سفيان: (هل يرتد أحد منهم سخطة لدينه فقال: لا قال كذلك الإيمان إذا خالطت حلاوته بشاشة القلب (2)» فاستدل بما يحصل لاتباعه من ذوق الإيمان الذي خالطته بشاشة القلب لم يسخطه ذلك القلب أبدا على أنه دعوة نبوة ورسالة ملك ورياسة (3) وبذا يثبت أن للقلب ذوقا يجده كذوق الفم للطعام والشراب وهذا اللفظ والمعنى ثابت بدلالة الكتاب والسنة (4).
(1) صحيح البخاري الإيمان (16)، صحيح مسلم الإيمان (43)، سنن الترمذي الإيمان (2624)، سنن النسائي الإيمان وشرائعه (4988)، سنن ابن ماجه الفتن (4033).
(2)
صحيح البخاري بدء الوحي (7)، صحيح مسلم الجهاد والسير (1773)، مسند أحمد بن حنبل (1/ 263).
(3)
مدارج السالكين (3/ 87، 88).
(4)
مدارج السالكين (3/ 87، 88).
أنواع الذوق:
(1).
والذوق ثلاثة أنواع هي:
أولا: ذوق طعم الإيمان بوعد الله وهو يقين يدفع على الجد في العبادة والطاعة ويمنع ضد ذلك من أن يحبسه عن ذلك كله فلا معارض له في القلب يمنع طلبه لما وعد الله به عباده الصالحين ويدل عليه قوله جل شأنه: {قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ} (2) فقد نفى الله الإيمان عمن لم يذق طعم الإيمان لأن المخاطبين مسلمون وليسوا بمؤمنين الإيمان الكامل الذي يباشر القلب.
ثانيا: ذوق الإنسان بالله تعالى والفرق بين هذا النوع والذي قبله أن متعلق الأول وعد الله وأما الثاني فمتعلقه الأنس بالله فهو أشرف من الأول
(1) مدارج السالكين (3/ 90، 99).
(2)
سورة الحجرات الآية 14