الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
رابعا: عدم تعظيم الأمر والنهي لتساويهما بالنسبة للمشيئة
ولذا فلا فرق عندهم بين الأنبياء والفساق ومن هنا جوز الشاذلي أن يكرم الفجار كما يكرم أكابر أوليائه؛ لأن ذلك عطيته وموهبته يعطيها الله ويهبها من يشاء من عباده، ولازم ذلك أنه لا مانع أن يدخل أكبر أوليائه النار وأفجر خلقه الجنة؛ لأن الأمرين بالنسبة للمشيئة متساويان تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا (1) كما قال سبحانه في الحديث القدسي:«إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرما فلا تظالموا (2)» وهم يجوزون أن يظلم المطيع لمحض المشيئة.
وقال سبحانه: {أَفَنَجْعَلُ الْمُسْلِمِينَ كَالْمُجْرِمِينَ} (3){مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ} (4) وقال: {هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ} (5) وقال: {لَا يَسْتَوِي أَصْحَابُ النَّارِ وَأَصْحَابُ الْجَنَّةِ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمُ الْفَائِزُونَ} (6)
(1) انظر شذرات البلاتين (1/ 248).
(2)
صحيح مسلم البر والصلة والآداب (2577)، سنن الترمذي صفة القيامة والرقائق والورع (2495)، سنن ابن ماجه الزهد (4257)، مسند أحمد بن حنبل (5/ 154).
(3)
سورة القلم الآية 35
(4)
سورة القلم الآية 36
(5)
سورة الزمر الآية 9
(6)
سورة الحشر الآية 20
خامسا: جعلوا الخارق للعادة علامة الصلاح ولم يشترطوا الصلاح بالعلم والإيمان الصادق والتقوى
(1).
مع أن الخوارق قد تكون على يد الكافر كالمسيح الدجال الذي هو أعظم الدجالين فتنة وتكون على أيدي السحرة كما قال تعالى عن سحرة فرعون: {وَاسْتَرْهَبُوهُمْ وَجَاءُوا بِسِحْرٍ عَظِيمٍ} (2) مع أنه القائل سبحانه: {وَلَا يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتَى} (3) وقد يكون بسبب الجن والشياطين كما قال تعالى: {قَالَ عِفْريتٌ مِنَ الْجِنِّ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ تَقُومَ مِنْ مَقَامِكَ وَإِنِّي} (4) علما بأن الحارق للعادة لو جرى على يد صالح في واقع الأمر ما دل على أنه
(1) انظر نفس المرجع (1/ 252).
(2)
سورة الأعراف الآية 116
(3)
سورة طه الآية 69
(4)
سورة النمل الآية 39