الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الخاصة والعارفين بل هو وسيلة إلى أنواع من البدع والضلالات وذريعة إلى تصورات وأحوال فاسدة من أحوال أهل الإلحاد وأهل الاتحاد (1).
الثامن عثر: التعبد بالجوع والسهر والصمت.
ومن هذا السرد العددي لعدد من البدع الصوفية يظهر مدى التلازم بين دين الصوفية والبدع سواء كانت مخرجة عن دين الله أو مخالفة لما ثبت عن سيد المرسلين صلى الله عليه وسلم وإن لم تخرج صاحبها من الإسلام.
هذا وما زالت البلاد الإسلامية التي ينتشر فيها التصوف ترزح تحت وطأة البدع والمبتدعين من الصوفية الذين هيئوا للبدع والمبتدعين طريقهم بين عامة المسلمين مما يظهر لنا مدى خطر التصوف وطرقه على تغيير دين المسلمين؛ لأن البدع إذا انتشرت غيرت وجه الدين حتى يعود مجموعة من الطقوس التي لا تمت إلى دين الله بصلة وصدق الله حيث قال: {وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ} (2) ولو لم يكن للصوفية من أثر بدعي إلا توهين أمر الجهاد في سبيل الله وصرف الناس عن تعلم الدين وفهمه لكفاه خطرا وشرا.
(1) انظر العبودية لابن تيمية ص (157)، مجموع الفتاوى (10/ 399).
(2)
سورة المائدة الآية 50
صلة التصوف بالأفكار الهدامة:
إن المستقرئ لما عليه المتصوفة من العقائد والأفكار ليدرك من خلال ذلك مدى الصلة الوثيقة بين التصوف وبين تلك الأفكار الهدامة، ويتبين لنا من سرد بعض نقاط اللقاء بين التصوف وتلك الأفكار:
أولا: للتصوف صلة وثيقة بالتشيع فإن المتبع لأفكار الصوفية يجد التشابه الشديد بين شيوخ الصوفية وأئمة الشيعة من جهة تلك الامتيازات
التي يضفيها كل من الشيعة والصوفية على أولئك الشيوخ والأئمة لا سيما وأن الطرق الصوفية تجدها في غالب طرقها تسوق أسانيدها إلى علي بن أبي طالب وفاطمة الزهراء أو ذريتهما بل لقد رأيت بالبحث أن جملا من رجالات الصوفية كأحمد البدوي وأبي الحسن الشاذلي قد نشأ في مهد التشيع وبين الشيعة مما لا يدع مجالا للشك في أن للتصوف صلة وثيقة قوية بالتشيع (1)
ثانيا: أن للتصوف صلة قوية بمذهب الباطنية (2) ويدل على ذلك أمران:
الأول: اعتماد الصوفية على الأحوال الباطنة دون الأمور الظاهرة بل إن بعضهم ليسقط حساب الظاهر وذلك بإسقاط التكاليف الشرعية.
الأمر الثاني: تلك التفسيرات الصوفية الباطنية الفكر كقول بعضهم في قوله تعالى: {وَبِمَا كُنْتُمْ تَدْرُسُونَ} (3) أي تهلكون، ومعناها الحق بما كنتم تتلونه وتقرءونه، وقال بعضهم في قوله:{إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَنْ كَانَ لَهُ قَلْبٌ} (4) أي لمن كان الله قلبه.
وقال بعضهم في قوله: {فَأَمَّا إِنْ كَانَ مِنَ الْمُقَرَّبِينَ} (5){فَرَوْحٌ وَرَيْحَانٌ وَجَنَّةُ نَعِيمٍ} (6) قال الروح النظر إلى وجه الله عز وجل والريحان الاستماع لكلامه وجنة نعيم هو أن لا يحتجب فيها عن الله عز وجل (7)
ثالثا: التأثر بأقوال النصارى فالقول بالحلول الخاص هو قول
(1) السيد البدوي بين الحقيقة والخرافة ص (24 وما بعدها) ص (37، 49، 87، 91، 94، 181).
(2)
انظر الكشف عن حقيقة الصوفية كل (828 وما بعدها).
(3)
سورة آل عمران الآية 79
(4)
سورة ق الآية 37
(5)
سورة الواقعة الآية 88
(6)
سورة الواقعة الآية 89
(7)
انظر تلبيس إبليس (331).
النسطورية منهم والقول بالاتحاد الخاص قول اليعقوبية منهم وبكل قول من هذه الأقوال قالت طائفة من طوائف الصوفية من أهل الوحدة والاتحاد (1)
رابعا: التأثر بأقوال فلاسفة اليونان كتأثر بعض الصوفية بقول من قال من فلاسفة اليونان بأن الوجود واحد (2)
خامسا: تأثرهم بالجهمية في قولهم بالحلول العام وهو عين قول الجهمية حيث يقولون: إنه بذاته في كل مكان (3)
سادسا: أن التصوف منتشر بين اليهود وتسمى (التنبؤ) ويسمى الواصل من السالكين عندهم نبيا ويسمى شيخها صوفيا وتسمى مراكزها (المسفايات) واحدة (مسفا مما يؤكد على وجود صلة بين هذه التسمية ورسومها وطقوسها وما عليه الصوفية اليهودية (4).
سابعا: أن الهندوسية تقوم على أسس إشراقية كالخلوة والجوع والسهر والصمت مما يدل على وجود صلة وثيقة بين الهندوسية والتصوف من جهة التشابه بينه وبينها (5)
(1) انظر مجموعة الرسائل والمسائل (4/ 24).
(2)
انظر مجموعة الرسائل والمسائل (4/ 24).
(3)
انظر مجموعة الرسائل والمسائل (4/ 24).
(4)
انظر الكشف عن حقيقة الصوفية (749، 750).
(5)
انظر الكشف عن حقيقة الصوفية (749، 750).