الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
التشرف وترك التكلف واستعمال التطرف، وقيل: الأخذ بالحقائق والكلام بالدقائق والإياس مما في أيد الخلائق) (1).
وعلى هذا فكل من انتسب إلى التصوف سمي صوفيا (2) على غير قياس قال في المعجم الوسيط (تصوف) فلان صار من الصوفية.
(1) التعريفات للجرجاني ص (59، 60) دار الكتب العلمية.
(2)
المعجم الفلسفي ص (108) مجمع اللغة العربية.
تعريف علم التصوف:
قال في المعجم الوسيط: (علم التصوف مجموعة المبادئ التي يعتقدها المتصوفة والآداب التي يتأدبون بها في مجتمعاتهم وخلواتهم)(1).
والصوفي عندهم كما قال بعضهم من صفا من الكدر وامتلأ من الفكر واستوى عنده الذهب والحجر.
وهم يجعلون معنى الصوفي هو معنى الصديق (2) وفيه من تزكية النفس ما هو ظاهر قال تعالى: {فَلَا تُزَكُّوا أَنْفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَى} (3). وقال سبحانه: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يُزَكُّونَ أَنْفُسَهُمْ بَلِ اللَّهُ يُزَكِّي مَنْ يَشَاءُ} (4)، (5)
(1) المعجم الوسيط (1/ 531) مجمع اللغة العربية قارن الصوفية والفقراء لابن تيمية ص (22).
(2)
انظر الصوفية والفقراء لابن تيمية (22).
(3)
سورة النجم الآية 32
(4)
سورة النساء الآية 49
(5)
انظر مقدمة الصوفية والفقراء (6).
مصدر التسمية بالتصوف والصوفية:
ولما لم يكن هذا اللفظ معروفا بين السلف الصالح ولا سيما في القرون
الثلاثة المفضلة وهي عصر الصحابة رضي الله عنهم والتابعين رحمهم الله وتابعيهم بإحسان اختلف الناس في منشأ هذه التسمية ومصدرها الذي ترجع إليه ومم اشتقت وذلك على أقوال: (1).
القول الأول: أنها نسبة لأهل الصفة، واعترض عليه بأنه لو كان كذلك لكانت النسبة اللغوية له صفي بضم الصاد وتشديد الفاء مكسورة بعدها ياء النسبة.
القول الثاني: أنها نسبة إلى الصف المقدم بين يدي الله. ورد أن النسبة له لغة لو كان كذلك صفي بفتح الصاد بعدها فاء مشددة مكسورة بعدها ياء النسب.
القول الثالث: أنها نسبة للصفوة من الخلق. وهو فاسد لأنه لو كان الأمر كذلك لكانت النسبة إليه لغة صفوي بصاد وبعدها فاء مفتوحين بعدها واو مكسورة ثم ياء مشددة للنسبة.
القول الرابع: نسبة إلى صوفة بن بشر بن أد بن طابخة قبيلة من العرب كانوا يجاورون بمكة من الزمن القديم ينسب إليهم النساك) قال ابن تيمية: (وهذا وإن كان موافقا للنسب من جهة اللفظ فإنه ضعيف أيضا، لأن هؤلاء غير مشهورين ولا معروفين عند أكثر النساك ولأنه لو نسب النساك إلى هؤلاء لكان هذا النسب في زمن الصحابة والتابعين وتابعيهم أولى ولأن غالب من تكلم باسم الصوفي لا يعرف هذه القبيلة ولا يرضى أن يكون مضافا إلى قبيلة في الجاهلية ولا وجود لها في الإسلام) فتحصل من هذا أن هذا القول مردود من خمسة وجوه:
الوجه الأول: كونهم غير معروفين ولا مشهورين بين النساك.
(1) الصوفية والفقراء لابن تيمية ص (11، 12) مختصر الفتاوى المصرية (567، 568).
الوجه الثاني: أنه لو كانت هذه النسبة مشهورة لكانت شهرتها في زمن الصحابة والتابعين وتابعيهم بإحسان أولى من شهرتها فيمن بعدهم.
الوجه الثالث: أن من تسمى بهذا الاسم وهو الصوفية لا يعرف هذه القبيلة.
الوجه الرابع: أنه لو قدر وأن الصوفية سمعوا بها فإنهم لا يرتضون أن ينسبوا لاسم جاهلي لا وجود له في دين الإسلام.
الوجه الخامس: أنهم لو رضوا التسمي بهذا الاسم الجاهلي لما سلم لهم ولا قبل منهم لأنه نسبة إلى غير الإسلام والله جل وعلا يقول: {إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ} (1) وبذا يعلم حرمة التسمي باسم لم يقره الإسلام أو يكون منه.
والقول الخامس: أنها نسبة إلى الصفة بتشديد الصاد مع كسرها وفتح الفاء بعدها. ومصدرها معنى هو الاتصاف بالصفات الجميلة الحسنة (2) وهو فاسد لأن النسبة اللغوية والحالة هذه وصفي بواو مفتوحة وسكون الصاد كسر الفاء بعدها ياء النسب.
القول السادس: (3) يرى الكاتب النصراني جرجي زيدان أن كلمة صوفي هي: الكلمة اليونانية (سوفيا) بمعنى الحكمة وقد رد ذلك المستشرق (نولدكه)(إن سيجما اليوناني حرف يمثل في العصور المتأخرة بحرف السين العربي في جميع ما عرب من كلمات يونانية لا بحرف الصاد) كما فعل جرجي زيدان مما يدل على عدم علمه بهذا الأمر ورد هذا بأنا نقول: في
(1) سورة آل عمران الآية 19
(2)
انظر الصوفية معتقدا ومسلكا. صابر طعيمة.
(3)
أنواع الكشف عن حقيقة الصوفية (740).