الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ولا يخرج الوجد الإيماني عن أحد أمرين:
الأول: واعظ القلب وهو في قلب كل مؤمن كما قال صلى الله عليه وسلم: «والداعي على الصراط واعظ الله في قلب كل مؤمن (1)» فهو من لمة الملك وعليه من الله دليل.
الثاني: خطاب القرآن الكريم والسنة النبوية ببيان صحة ما يوجد في القلب حال حضور العقل والفكر. قال صلى الله عليه وسلم: «والداعي على رأس الصراط كتاب الله (2)» .
يقول ابن القيم رحمه الله: (فما ثم خطاب قط إلا من جهة من هاتين: إما خطاب القرآن وإما خطاب هذا الواعظ)(3).
وبذا يعلم أنه لا يمكن الاعتماد على كل ما يوجد في القلب من أحوال لعدم الثقة بها ووجودها ليس دليل كونها حقا.
(1) سنن الترمذي الأمثال (2859)، مسند أحمد بن حنبل (4/ 183).
(2)
سنن الترمذي الأمثال (2859)، مسند أحمد بن حنبل (4/ 183).
(3)
انظر مدارج السالكين (3/ 72).
رابعا: الإلهام
ويراد به عند الصوفية مرتبة التحديث (1).
وهو ما ورد بلفظه في الكتاب والسنة قال تعالى: {وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا} (2){فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا} (3).
«وقال صلى الله عليه وسلم لحصين بن منذر الخزاعي لما أسلم قل: "اللهم ألهمني رشدي وقني شر نفسي (4)» .
هذا ولم يرتض ابن القيم تسمية الإلهام بالتحديث وذلك لأن التحديث أخص من الإلهام وذلك لأمرين:
أحدهما: أن الإلهام يكون لعموم المؤمنين ولا يختص به أحد دون أحد كما في الآية المتقدمة.
(1) انظر مدارج السالكين (1/ 44، 50) انظر الصفدية (1/ 253 - 260).
(2)
سورة الشمس الآية 7
(3)
سورة الشمس الآية 8
(4)
سنن الترمذي الدعوات (3483).