الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ما دام
هذا الفعل هو (دام) الذي بمعنى استمر مسبوقًا بما المصدرية وليست (ما) ههنا نافية كما في الأفعال التي ذكرناها آنفا، ولذلك لا يكتفي به وإنما يحتاج إلى كلام معه يكون معه المصدر جملة تامة، لا تقول:(ما دام محمد حاضرًا) لأن المعنى لا يتم وإنما تقول: (لا أذهب ما دام محمد حاضرًا) و (ما) ههنا مصدرية ظرفية والمعنى: لا أذهب مدة دوام حضور محمد فعدم الذهاب موقت بدوام الحضور ولذا قالوا أنها تفيد التوقيت (1).
قال ابن يعيش: "أما ما دام من قولك: ما دام زيد جالسًا فليست (ما) في أولها حرف نفي على حدها في ما زال وما برح إنما (اما) ههنا مع الفعل بتأويل المصدر، والمراد به الزمان. فإذا قلت: لا أكلمك ما دام زيد قاعدًا فالمراد دوام قعوده أي زمن دوامه ..
ومما يدل على أن (ما) مع ما بعدها زمان أنها لا تقع أولاً فلا يقال: ما دام زيد قائمًا ويكون كلامًا ولابد أن يتقدمه ما يكون مظروفا وليس كذلك ما زال وأخواتها، فإنك تقول:(مازال زيد قائمًا) ويكون كلاما مفيد تامًا (وما) من قولك (ما دام) تقع لأزمة لابد منها، ولا يكون الفعل معها إلا ماضيًا. وليس كذلك ما زال فإنه يجوز أن يقع موقع (ما) غيرها من حروف النفي ويكون الفعل مع النافي ماضيًا ومضارعًا نحو مازال ولم يزل ولا يزال" (2).
وقد تأتي مكتفية بمرفوعها فلا تحتاج إلى منصوب، وذلك كقوله تعالى:{خالدين فيها ما دامت السماوات والأرض} [هود: 107](3).
(1) انظر ابن يعيش 7/ 11
(2)
ابن يعيش 7/ 111 الأشموني 1/ 228 - 229، التصريح 1/ 186، ابن عقيل 1/ 111، الهمع 1/ 111، الرضي على الكافية 2/ 321، ابن الناظم 54
(3)
انظر الأشموني 1/ 236