الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
اسم الإشارة
الأصل في أسماء الإشارة أن يشار بها إلى الأشياء المشاهدة المحسوسة، نحو (هذا الفتى أكبر من هذا) واستعماله في غير المشاهد وفي غير ما يدركه الحس مجاز لتنزيله المنزلة المحسوس المشاهد (1) وذلك نحو {وتلك الجنة التي أورثتموها بما كنتم تعملون} [الزخرف: 72]، ونحو (أعجبني هذا الرأي) فالجنة غير مشاهدة والرأي غير محسوس ولا مشاهد.
أغراض الإشارة
أبرز أغراض الإشارة هي:
1 -
تمييز الشيء المقصود أكمل تمييز بالإشارة المحسوسة إليه، نحو (أريد هذا) و (بكم ذاك)؟
2 -
تنزيل الأشياء المقعولة، أو غير المشاهدة منزلة الأشياء المحسوسة المشاهدة، نحو {إنما ذلكم الشيطان يخوف أولياءه} [آل عمران: 175]، فالشيطان غير مشاهد ولا محسوس ولكن أشار إليه بقصد استحضار صفاته وعدواته للإنسان. ونحو {وإن تصبروا وتتقوا فإن ذلك من عزم الأمور} [آل عمران: 186]، فأشار إلى الصبر والتقوى، وهما غير محسوسين.
3 -
بيان حال المشار إليه في القرب والبعد، وذلك نحو قوله تعالى:{هذا الذي رزقنا من قبل} [البقرة: 25]، وقوله:{ولا تقربا هذه الشجرة} [البقرة: 35]، فهذا للقرب: وأما البعد فنحو قوله تعالى {ألم أنهكما عن تلكما الشجرة} [الأعراف: 22]، وقوله:{أكفاركم خيرٌ من أولئكم} [القمر: 43].
(1) انظر الرضى على الكافية 2/ 30، 33
4 -
التعظيم: وقد يكون التعظيم بلفظ القريب والبعيد، فالقريب يراد به استحضار عظمة المشار إليه أمام القلوب والعيون، نحو قوله تعالى:{لمثل هذا فليعمل العاملون} [الصافات: 61]، وقول الشاعر:
هذا الذي للمتقين أمام
والبعيد يراد به بعد منزلة المشار إليه وارتفاع مكانته نحو قوله تعالى {أولئك على هدى من ربهم وأولئك هم المفلحون} [البقرة: 5]، وقوله {أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون} [البقرة: 157]، وقوله {أولئك الذي هدى الله فبهداهم اقتده} [الأنعام: 90].
5 -
التحقير ويكون بلفظ القريب والبعيد (1) أيضا. فلفظ القريب يراد به استحضار ضعف المشار إليه وحقارته، وذلك نحو قوله تعالى:{وإذا رءاك الذين كفروا إن يتخذونك إلا هزوا أهذا الذي يذكر آلهتكم} [الأنبياء: 36]، وقوله:{قال أرءيتك هذا الذي كرمت علي} [الإسراء: 62]، ونحوه أن تقول:(أيقدر هذا الصعلوك على شيء)؟ و (هل يصلح هذا الشيء؟ ).
والبعد يقصد به بعده في الانحداد والانحطاط عن منزلة المشير أو الخاطب، نحو قوله تعالى:{أولئك الذين اشتروا الضلالة بالهدى فما ربحت تجارتهم} [البقرة: 16]، وقوله {إنما ذلكم الشيطان يخوف أولياءه} [آل عمران: 175].
والناس قد تصف الشخص الساقط الحقير بالبعد، فيقولون (قاتل الله الأبعد) و (البعيد قال مثل هذا القول الرديء وفعل هذا الفعل الشنيع).
6 -
التعريض بغباوة المخاطب ويعني ذلك أن المخاطب لا يتميز الشيء عنده، إلا بالحسن كأن تقول: هذا هو الشيء الذي لا أزال أذكره لك، هذا هو أنظره بعينك والمسه بيدك، وجعلوا منه قول الفرزدق.
أولئك آبائي فجئني بمثلهم
…
إذا جمعتنا يا جرير المجامع (2)
(1) انظر الإيضاح للقزويني 1/ 38 - 41
(2)
انظر الإيضاح للقزويني 1/ 39