الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
لا النافية للجنس
تدخل (لا) النافية للجنس على النكرة فتنفيها نفيا عامًا، ويكون الاسم بعدها مبنيا على الفتح أو منصوبًا قال تعالى:{ذلك الكتاب لا ريب فيه} [البقرة: 2]، وهي - كما يقول النحاة - تدخل على المبتدأ والخبر، وتعمل في المبتدأ النصب، بشرط أن يكون نكرة وأن يكون المقصود بها النفي العام، وأن لا تتكرر، فإن تكررت لم يتعين أعمالها وإنما جاز. وأن لا يكون مفصولا بينها وبين إسمها بفاصل، وإلا أهملت وجوبًا وذلك نحو قوله تعالى:{لا فيها غول} [الصافات: 47].
ويذكرون شرطًا آخر، هو أن لا تكون النكرة معمولة لغير (لا) بخلاف نحو (جئت بلا زاد) فإن النكرة معمولة للباء وهي مجرورة به (1).
وهذا الشرط الأخير غريب فإنهم يقولون أنها تدخل على المبتدأ والخبر، أي تدخل على الجمل (وبلا زاد) ليست جملة هي مفرد والمعنى جئت بغير زاد، فهذا الشرط فيه نظر وعند الكوفيين أن (لا) هنا اسم بمعنى (غير) والمعنى جئت بغير زاد، وما بعدها مجرور بالإضافة (2).
وهذا القول أقرب إلى المعنى.
وقد دخلت على العلم وذلك نحو قولهم (قضية ولا أبا حسن لها) وقولهم (لا بصرة لكم) وقوله:
لا هيثم الليلة للمطي
والنحاة يؤولون العلم هنا بالنكرة، وهم في ذلك على ثلاثة أقوال:
(1) الهمع 1/ 144 - 145، التصريح 1/ 237، ابن الناظم 74، الأشموني 1/ 253
(2)
التصريح 1/ 237
فمنهم من ذهب إلى أن التقدير: ولا مسمى بأبي حسن، فقولهم (قضية ولا أبا حسن لها) معناه عندهم: ولا مسمى بأبي حسن. (1)
والقول الثاني على تقدير (مثل) أي ولا أبي حسن، لها " كأنه نفي منكورين كلهم في صفة علي، أي لا فاضل، ولا قاضي مثل أبي الحسن، فالمراد بالنفي هنا العموم والتنكير لا نفي هؤلاء المعرفين .. ليس المعنى على نفي كل من اسمه هيثم، أو أمية، أو علي، وإنما المراد نفي منكورين كلهم في صفة هؤلاء، فالعلم إذا اشتهر بمعنى من المعاني ينزل منزلة الجنس الدال على ذلك المعنى (2) ".
وهذا التقدير وأن كان سليما من حيث الدلالة على المعنى ضعيف من أكثر من وجه من ذلك:
إن العرب التزمت تجريد الاسم الداخلة عليه (لا) من (أل) فلا تقول (ولا أبا الحسن) ولا (لا البصرة) أو (لا الصعق) بل لابد من تجريده من أل (3)" ولو كانت إضافة (مثل) منوية لم يحتج إلى ذلك الإلتزام (4) " لأن (مثلا) لا تخرج عن التنكير.
ومن ناحية أخرى أن العرب أخبروا عن الاسم المذكور بـ (مثل) قال الشاعر:
بكيت على زيد ولا زيد مثله
…
بريء من الحمى سليم الجوانح
فلو كانت إضافة (مثل) منوية لكان التقدير: ولا مثل زيد مثله وهو فاسد (5).
والقول الثالث: أن يستخلص من العلم معنى الوصف الذي اشتهر به ذلك العلم فيكون هو المنفي، فقولك (لا حاتم اليوم) معناه لا كريم، وقوله (لا هيثم الليلة للمطي).
(1) انظر حاشية ابن عقيل 1/ 141
(2)
انظر حاشية الخضري 1/ 141، حاشية الصبان 2/ 5
(3)
شرح ابن يعيش 2/ 104، وانظر سيبويه 1/ 354 - 355
(4)
انظر الرضي على الكافية 1/ 382
(5)
حاشية الصبان 2/ 4 - 5