الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وكلا التعبيرين بدرجة واحدة بالنسبة إلى المخاطب، فكلاهما إخبار أولي والمخاطب خالي الذهن عن الموضوع، ويسمى هذا الضرب من الخبر " الخبر الابتدائي" إلا أن الفرق بينهما - كما ذكرت - أن الفعل يدل على الحدوث، والاسم يدل على الثبوت.
دلالة الجملة العربية:
ينظر إلى دلالة الجملة العربية من جهتين:
1 - الدلالة القطعية والاحتمالية
.
2 -
الدلالة الظاهرة والباطنة.
وسننظر في هذين النوعين.
1 -
الدلالة القطعية والاحتمالية:
المدقق في الجملة العربية ودلالتها على المعنى يرى أنها على ضربين:
أ - تعبير نصي أو قطعي أي يدل على معنى واحد.
ب - تعبير احتمالي أي يحتمل أكثر من معنى.
وهذا خط واضح في طبيعة دلالة الجملة العربية يبرز للمستقري بصورة جلية، فمن ذلك على سبيل المثال أنك لا تقول:(اشتريت قدح ماء) بالاضافة (واشتريت قدحا ماء) فالجملة الأولى تعبير إحتمالي، لأنها تحتمل أنك اشتريت ماء مقدار قدح، وتحتمل أنك اشتريت القدح أي الإناء. أما الجملة الثانية فدلالتها قطعية لأنها لا تحتمل إلا أنك اشتريت ماء مقدار قدح. جاء في (شرح الأشموني):
" النصب في نحو ذنوب ماء، وحب عسلا، أولى من الجر، لأن النصب يدل على أن المتكلم اراد أن عنده ما يملأ الوعاء المذكور من الجنس المذكور، وأما الجر فيحتمل أن يكون مراده ذلك وأن يكون مراده بيان أن عنده الوعاء الصالح لذلك (1).
(1) شرح الأشموني: (1/ 197).
وتقول: (الذي يدخل الدار له جائزة) و (الذي يدخل الدار فله جائزة) فالجملة الأولى ذات دلالة إحتمالية، لأنها تحتمل أنك تعني بـ (الذي يدخل الدار) شخصا معروفا وأن الجائزة ليست مترتبة على دخول الدار بل هو مستحقها قبل ذلك، كما تحتمل أن يكون الاسم الموصول هنا مشبها بالشرط، فالجائزة مترتبة على دخول الدار فكل من يدخلها يستحق الجائزة. وأما الجملة الثانية فذات دلالة قطعية لأنها لا تعني إلا المعنى الثاني أي فيها معنى الشرط والجزاء، وهذه الفاء واقعة في جواب " الذي" كما تقع في جواب الشرط أي أن الجائزة مترتبة على دخول الدار (1).
وتقول: " اعبد ربك خوفا وطمعًا" و (اعبد ربك خائفا وطامعا) فالمنصوب في الجملة الأولى يحتمل الحالية، والمفعول لأجله، والمفعولية المطلقة، وفي الجملة الثانية حال ليس غير.
وتقول: (أنا ضارب زيد) بالإضافة، و (أنا ضارب زيدا)، فالتعبير الأول يحتمل المضي والحال، والاستقبال، فهو تعبير احتمالي، في حين أن الجملة الثانية هي نص، في أنها بمعنى الحال، أو الاستقبال، لأن إسم الفاعل المضاف، يحتمل المضي كقوله تعالى:{فاطر السماوات والأرض} [الأنعام: 14] ويحتمل الاستمرار، كقوله تعالى:{إن الله فالق الحب والنوى .. فالق الإصباح} [الأنعام: 95 - 96]، والحال، كقولك (انا ضارب سعيد الآن) والاستقبال، كقوله تعالى:{ربنا إنك جامع الناس ليوم لاريب فيه} [آل عمران: 9].
أما الذي ينصب مفعولا به، فلا يدل إلا على الحال أو الاستقبال (2).
وتقول (لا رجل في الدار) و (لا رجل في الدار)، فالأولى نص في نفي الجنس، أما الثانية فتحتمل نفي الجنس ونفي الوحدة (3).
(1) انظر شرح الرضي على الكافية: (1/ 109)
(2)
الأشموني: (2/ 292)، وما بعدها، التصريح:(2/ 65 - 66).
(3)
الأشموني: (2/ 2)، حاشية الصبان:(1/ 236 - 237)، الرضي على الكافية:(1/ 279).