الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الاسم الموصول
الموصول في الأصل اسم مفعول، من وصل الشيء بغيره، إذا جعله من تمامه (1) وسميت الأسماء الموصولة بذلك، لأنها توصل بكلام بعدها هو من تمام معناها، وذلك إن الأسماء الموصولة أسماء ناقصة الدلالة لا يتضح معناها، إلا إذا وصلت بالصلة فإذا قلت (جاء الذي) أو (رأيت التي) لم يفهم المعنى المقصود، فإذا جئت بالصلة اتضح المعني المقصود، وذلك كأن تقول (جاء الذي ألقى الخطبة) أو (رأيت التي فازت في مسابقة الشعر). ومن ذلك يتبين إن الأسماء الموصولة معناها: الأسماء الموصولة بصلة.
جاء في (شرح ابن يعيش): "معنى الموصول أن لا يتم بنفسه، ويفتقر إلى كلام بعده، تصله به ليتم اسما فإذا تم بعده كان حكمه حكم سائر الأسماء التامة، يجوز أن يقع فاعلا ومفعولا ومضافا إليه"(2)، وجاء فيه أيضا:"فالموصول وحده اسم ناقص أي ناقص الدلالة فإذا جئت بالصلة قيل موصول حينئذ"(3).
أغراض التعريف بالاسم الموصول:
للتعريف بالأسم الموصول أغراض أهمها:
1 -
عدم علم المخاطب بالأحوال المختصة به سوى الصلة (4) كقولك (الذي كان معنا أمس رجل عالم) فالمخاطب لا يعرف من أحوال هذا الشخص إلا أنه كان معه أمس.
2 -
الإبهام، وذلك إذا كنت تريد إبهام الذات أو الشيء عن السامعين، فتذكره لمخاطبك بصلة يعرفها هو ولا يعرفها الآخرون فتقول له (أن الذي كان معنا أمس سافر) أو (الذي كلمك في شأن فلان حضر).
(1) التصريح 1/ 130
(2)
ابن يعيش 3/ 150
(3)
ابن يعيش 3/ 150
(4)
الإيضاح 1/ 36
3 -
استهجان التصريح باسمه فيؤتى بالذي ونحوه موصولا بما صدر منه من فعل أو قول (1)، وذلك نحو قوله تعالى:{فبرأه الله مما قالوا} [الأحزاب: 69]، أي (آدر) فلم يذكر ذلك، وكقولك (لقد فعل فلان ما فعل) فلم تذكر الفعلة استهجانا لها.
4 -
التعظيم وذلك بأن تذكره بصلته المعظمة كقوله تعالى: {تنزيلا ممن خلق الأرض والسموات العلى} [طه: 4]، وقوله:{والذي جاء بالصدق وصدق به} [الزمر: 33].
5 -
التحقير كقولك (هذا الذي شتم أباه) و (هذا الذي أهنته) ومثله قوله تعالى {كذلك قال الذي لا يعلمون مثل قولهم} [البقرة: 113].
6 -
التعريض بذكر الصلة كقوله تعالى: {ومنهم من يقول ائذن لي ولا تفتني} [التوبة: 49]، وقوله:{وفعلت فعلتك التي فعلت} [الشعراء: 19]، ونحو أن يقال لشخص: أنت كذاب، أنت خائن، فيرد عليه بقوله: أنا لست كذابا، ولا خائنا، ولكن الكذب الخائن هو الذي كنا نظن فيه خيرًا، فأودعنا عنده مالا وذهبنا فأنكره علينا، معرضا به.
7 -
التفخيم كقوله تعالى: {فغشيهم من اليم ما غشيهم} [طه: 78]، (2) وقوله:{فأوحى إلى عبده ما أوحى} [النجم: 10].
8 -
الاختصار نحو قوله تعالى: {لا تكونوا كالذين أذوا موسى} [الأحزاب: 69]، إذ لو عدد أسماء القائلين بذلك لطال (3)، ونحوه {قل لمن في أيديكم من الأسرى} [الأنفال: 70]، وكقوله:{ويقطعون ما أمر الله به أن يوصل} [البقرة: 27]، فإنه جاء به كذلك للإختصار.
(1) معترك الأقران 3/ 589
(2)
الإيضاح 1/ 36
(3)
الإتقان 1/ 190، معترك الأقران 3/ 590
9 -
إرادة العموم نحو قوله تعالى: {إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا} [فصلت: 30]، (1) وقوله {وعلى الذين يطيقونه فدية طعام مسكين} [البقرة: 184]، وقوله:{واللاتي يأتين الفاحشة من نسائكم فاستشهدوا عليهن أربعة منكم} [النساء: 15].
10 -
أرادة واحد من الجنس غير معين وذلك كأن تقول: (أنت كالذي بني بنيانا حتى إذا أتمه وأكمله هدمه) فأنت لا تريد واحدًا بعينه من أفراد الجنس، بل أنت تفترض واحدًا هذا شأنه، ونحوه قوله تعالى:{ولا تكونوا كالتي نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثًا} [النحل: 92]، وقوله {مثلهم كمثل الذي استوقد نارا فلما أضاءت ما حوله ذهب الله بنورهم} [البقرة: 17]، جاء في (دلائل الإعجاز) في (الذي: " يجيء كثيرًا على أنك تقدر شيئا في وهمك ثم تعبر عنه بالذي ومثال ذلك قوله:
أخوك الذي أن تدعمه لملمة
…
يجبك وأن تغضب إلى السيف يغضب.
وقول الآخر:
أخوك الذي إن ربته قال إنما
…
أربت وإن عاتبته لان جانبه
فهذا ونحوه على أنك قدرت إنسانًا هذه صفته، وهذا شأنه، وأحلت السامع على من يتعين في الوهم دون أن يكون قد عرف رجلا بهذه الصفة:
فأعلمته أن المستحق لاسم الأخوة هو ذلك الذي عرفه. حتى كأنك قلت:
أخوك زيد الذي عرفت أنك أن تدعه لملمة يجبك. ولكون هذا الجنس معهودًا من طريق الوهم والتخيل جرى على ما يوصف بالاستحالة كقولك للرجل وقد تمنى: هذا هو الذي لا يكون، وهذا ما لا يدخل في الوجود". (2)
(1) الاتقان 1/ 190 معترك الاقران 3/ 589
(2)
دلائل الإعجاز 143