الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بكسر الياء فقلبت الياء ألفا لتحريكها وانفتاح ما قبلها وأبدلت السين تاء" (1).
والذي نراه أنها (لا) زيدت عليها التاء لتخصيصها عنها بأحكام، فهي أكثر ما تستعمل في نفي الزمن قال الزمن {ولات حين مناص} [ص: 3]، وقيل:(ندم البغاة ولات ساعة مندم) وقال الآخر (طلبوا صلحنا ولات أوان) وقد تستعمل في غيره قليلا، نحو قوله:(يبغي جوارك لات مجير).
وهي عند بعض العرب تستعمل حرفًا جارًا، لاسم الزمان خاصة كما أن منذ، ومذ كذلك (2).
والزيادة على الكلمة لتخصيصها بأحكام ليست للأولى، كثيرة في اللغة فمن ذلك أن (إن) مثلا مختصة بالجمل الإسمية، فإذا دخلت عليها (ما) جعلتها صالحة للإسمية والفعلية.
و(ذا) اسم إشارة للقريب، فإن دخلت عليها كاف الخطاب جعلتها للمتوسط (ذاك)، فإن دخلت عليها اللام كانت للبعيد (ذلك) ونحو هذا كثير، وجعلُ كل أداة من هذه الأدوات مختصة بشيء، هو الأقرب إلى طبيعة اللغة، لأن من حكمة العربية أن تكون الأدوات المختلفة تؤدي معاني مختلفة.
الباء الزائدة:
تدخل الباء الزائدة على أخبار ليس، وما، لا، وكان المنفية، لتأكيد النفي قال تعالى:{ومن الناس من يقول أمنا بالله وباليوم الآخر وما هم بمؤمنين} [البقرة: 8].
ويبدو أن العرب استعملت الباء لتأكيد النفي، كما استعملت اللام في تأكيد الأثبات ولذلك قالوا: قولك (ما زيد بمنطلق) جواب (أن زيدًا لمنطلق) كما هو رأي الكوفيين (3).
(1) ابن يعيش 1/ 109، الأشموني 1/ 257، التصريح 1/ 199 - 200، الهمع 1/ 126، الرضي على الكافية 1/ 296، المغني 1/ 253 - 254، الاتقان 1/ 172
(2)
التصريح 1/ 200
(3)
التصريح 1/ 201، البرهان 2/ 417
قال سيبويه: "وقد تكون باء الإضافة بمنزلتها في التوكيد وذلك قولك:
ما زيد بمنطلق، ولست بذاهب، أراد أن يكون مؤكدًا حيث نفي الانطلاق والذهاب" (1).
ولاستعمالها لتأكيد النفي لم تدخل على الخبر المنتقض بالا (2).
ويبدو أن استعمال الباء لتأكيد النفي أوسع من دائرة هذه الأدوات، فقد وردت لتأكيد النفي في باب ظن نحو: ما ظننته بخارج قال:
دعاني أخي والخيل بيني وبينه
…
فلما دعاني لم يجدني بقعدد
ودخلت في خبر لا النافية للجنس، وجعلوا منه (لا خير بخير بعده النار) وزيدات في الحال المنفية نحو:
فما رجعت بخائبة ركاب
…
حكيم بن المسيب منتهاها
كما زيدت في خبر (أن) بعد رأيت المنفية، قال تعالى:{أولم يروا أن الله الذي خلق السماوات والأرض ولم يعي بخلقهن بقادر} [الأحقاف: 33](3).
وقال البصريون هي لرفع توهم الأثبات "فإن السامع قد لا يسمع أول الكلام (4) فإذا سمع الباء في الخبر، عرف أن الكلام منفي لأنها لا تزاد في الإيجاب.
وواضح إن كلا التعليلين يؤدي إلى التوكيد فالأول ظاهر، وعلى قول البصريين نقول: لماذا أراد العربي أن يرفع توهم أرادة الإثبات في هذه الجمل دون غيرها، مما لم يذكر فيه الباء؟
(1) سيبويه 2/ 307، لسان العرب ليس 8/ 96
(2)
الرضي على الكافية 2/ 292 التصريح 1/ 250
(3)
الرضي على الكافية 2/ 292، جواهر الأدب في معرفة كلام العرب 21 - 22، الأشموني 1/ 250 - 252 الصبان 1/ 250، التصريح 1/ 201 - 202، ابن عقيل 1/ 121، حاشية الخضري 1/ 121، الهمع 1/ 127، المغنى 106، البرهان 2/ 417
(4)
التصريح 1/ 201، الصبان 1/ 250