الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
جاء في (التصريح): " المضمر اسم مفعول، من أضمرته إذا أخفيته وسترته وإطلاقه على البارز توسع. والضمير بمعنى المضمر على حد قولهم (عقد العسل فهو عقيد) أي معقود. وهو اصطلاح بصري والكوفية يسمونه كناية ومكنيا، لأنه ليس باسم صريح والكناية تقابل الصريح قال ابن هانيء:
فصرح بمن تهوى ودعني من الكنى
…
فلا خير في اللذات من دونها ستر (1)
ألفاظه ودلالاته
ألفاظ الضمائر كثيرة فهناك ضمائر الرفع المنفصلة، وضمائر النصب المنفصلة، والمتصلة. وضمائر الجر، ولا تكون إلا متصلة.
أما ضمائر الرفع المنفصلة فهي:
أنا للمتكلم نحو: {وأنا اخترتك فاستمع لما يوحي} [طه: 13].
ونحن المتكلم مع غيره نحو {بل نحن محرومون} [القلم: 27]، أو للواحد معظما نفسه كقوله تعالى [نحن خلقناكم فلولا تصدقون] [الواقعة: 57].
أنت بفتح التاء للمخاطب، وأنت بكسر التاء للمخاطبة، وأنتما للمخاطبين، والمخاطبتين وأنتم للمخاطبين، وأنتن للمخاطبات. وهو للغائب، وهما للغائبين والغائبتين، وهم للغائبين العقلاء، ولا يكون لغير العاقل (2) فتقول: هم الرجال ولا تقول: هم الجمال وتقول (هم في الدار) وأنت تعني الرجال، ولا تقول (هم في الدار) وأنت تعني الجمال. (3)
(1) التصريح 1/ 95، وانظر ابن يعيش 3/ 84
(2)
انظر المقتضب 2/ 186
(3)
سيبويه 1/ 235
و (هي) للغائبة تقول (هي أختك)، ويقع للجمع أيضا عاقلا، أو غيره فتقول: هي الرسل، وهي الرجال، وهي الجمال قال تعالى:{إن تبدوا الصدقات فنعما هي} . [البقرة: 271].
و(هن) للغائبات.
وأما ضمائر الرفع المتصلة فهي:
التاء المضمومة للمتكلم، و (نا) للمتكلم مع غيره، أو للمتكلم المفرد معظما نفسه، عادا إياها كالجماعة. (1)
وللمخاطب التاء المفتوحة، وللمخاطبة التاء المكسورة، وللمخاطبين والمخاطبتين (تما)، وللمخاطبين (تم).
وللغائبين والغائبتين الألف، وللغائبين الواو. وتكون الألف والواو للخطاب أيضا، إذا اتصلتا بالفعل، أو الأمر نحو: تذهبان، وتذهبون، واذهبا، واذهبوا.
ولا تكون الواو إلا للعاقل أو لما نزل منزلة العاقل مثل (هم) فتقول: الرجال حضروا ولا تقول: الجمال ذهبوا.
وما نزل منزلة العاقل نحو قوله تعالى {وكل في فلك يسبحون} [يس: 40]، وقوله:{يا أيها النامل ادخلوا مساكنكم} [النمل: 18]، وجاء في كتاب سيبويه إن النمل صار " بتلك المنزلة حين حدثت عنه كما تحدث عن الأناسي.
وكذلك (في فلك يسبحون) لأنها جعلت في طاعتها، وفي أنه لا ينبغي لأحد إن يقول:(مطرنا بنوء كذا) ولا ينبغي لأحد أن يعبد شيئا منها بمنزلة من يعقل من المخلوقين ويبصر الأمور. (2)
(1) الرضي على الكافية 2/ 8
(2)
سيبويه 1/ 240