الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الاستماع للقرآن وطريقة الذّكر
الإعراب:
{تَضَرُّعاً} منصوب على المصدر، وقيل: هو في موضع الحال.
{وَالْآصالِ} جمع أصل، وأصل: جمع أصيل، وهو العشي.
المفردات اللغوية:
{فَاسْتَمِعُوا} الفرق بين السّمع والاستماع: أنّ الأول يحصل ولو بغير قصد، والثاني لا يكون إلا بقصد ونيّة. {وَأَنْصِتُوا} الإنصات: هو السّكوت للاستماع، من غير شاغل يشغل عن الإحاطة بكل ما يقرأ. {تَضَرُّعاً} تذلّلا وإظهارا للضّراعة، أي الخضوع والضّعف. {وَخِيفَةً} خوفا وخشية من الله وعقابه. {وَدُونَ الْجَهْرِ مِنَ الْقَوْلِ} أي التّوسّط في الذّكر دون الجهر برفع الصّوت، وفوق السّر والتّخافت. {بِالْغُدُوِّ} جمع غدوة: وهي ما بين صلاة الغداة (الفجر) إلى طلوع الشّمس. {وَالْآصالِ} جمع أصيل: وهو العشي ما بعد العصر إلى غروب الشمس، والمقصود: الذّكر أوائل النهار وأواخره، أي في كل وقت. {إِنَّ الَّذِينَ عِنْدَ رَبِّكَ} أي الملائكة.
{لا يَسْتَكْبِرُونَ} لا يتكبّرون عن عبادة الله. {وَيُسَبِّحُونَهُ} ينزّهونه عما لا يليق به. {وَلَهُ يَسْجُدُونَ} أي يصلّون لله ويخصّونه بالخضوع والعبادة.
سبب النّزول:
{وَإِذا قُرِئَ الْقُرْآنُ} : أخرج ابن أبي حاتم وغيره عن أبي هريرة قال:
نزلت: {وَإِذا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا} في رفع الأصوات في الصّلاة خلف النّبي صلى الله عليه وآله وسلم.
وأخرج أيضا عنه قال: كانوا يتكلّمون في الصّلاة، فنزلت:{وَإِذا قُرِئَ الْقُرْآنُ} الآية.
وأخرج عن عبد الله بن مغفّل نحوه. وأخرج ابن جرير الطّبري عن ابن مسعود مثله.
وأخرج عن الزّهري قال: نزلت هذه الآية في فتى من الأنصار كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كلما قرأ شيئا قرأه.
وقال سعيد بن منصور في سننه عن محمد بن كعب قال: كانوا يتلقّفون من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إذا قرأ شيئا قرءوا معه، حتى نزلت هذه الآية التي في الأعراف:
{وَإِذا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا} .
وعقب السيوطي على هذه الرّوايات فقال: ظاهر ذلك أن الآية مدنيّة.
يظهر من هذه الرّوايات أن الآية نزلت في الصّلاة، وهو مروي عن ابن مسعود وأبي هريرة وجابر، والزّهري وعبيد الله بن عمير، وعطاء بن أبي رباح، وسعيد بن المسيّب. قال سعيد: كان المشركون يأتون رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إذا صلّى، فيقول بعضهم لبعض بمكّة:{لا تَسْمَعُوا لِهذَا الْقُرْآنِ وَالْغَوْا فِيهِ} [فصلت 26/ 41]. فأنزل الله جل وعز جوابا لهم: {وَإِذا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا} .
وقيل: إنها نزلت في الخطبة، قاله سعيد بن جبير، ومجاهد، وعطاء، وعمرو بن دينار، وزيد بن أسلم، والقاسم بن مخيمرة، ومسلم بن يسار، وشهر بن حوشب، وعبد الله بن المبارك. قال ابن العربي: وهذا ضعيف؛ لأن القرآن فيها قليل، والإنصات يجب في جميعها.