الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وبعد وفاة موسى قام بأمر بني إسرائيل يوشع بن نون من سبط يوسف، بعد خروجهم من التيه، أمرهم الله أن يدخلوا مدينة بفلسطين هي بيت المقدس أورشليم» أو أريحا، وذلك بأن يدخلوا باب المدينة سجّدا، أي خاشعين متذللين، وأن يقولوا: حطة فخالفوا ودخلوا على هيئة غير التي أمروا بها، فغضب الله عليهم وأنزل عليهم العذاب، والقصة مذكورة في سورة البقرة (58 - 59) وسورة الأعراف (161 - 162).
وأثنى الله على موسى وهارون في سورة مريم (51 - 53) وسورة الصافات (114 - 122) وسورة غافر (53 - 54).
ما يستفاد من قصة موسى عليه السلام:
شريعة موسى في أصلها الموحى به كشريعة الإسلام في الجملة، وأمته ذات تاريخ مليء بالاضطرابات والقلاقل والأحداث العنيفة، وكانت ذات سلطة أحيانا، وساهمت بشيء من المدنيّة. وكان لقصة موسى مع بني إسرائيل عبر وعظات هي:
1 -
أنقذ الله موسى من القتل وهو طفل رضيع، وألقته أمه في النيل، ثم ردّه الله إليها لإرضاعه، وتلك عصمة الله ورعايته له ورحمته بأمه.
2 -
تربّى موسى في قصور فرعون وكان مؤمنا ونبيا من أولي العزم، وموسى السامري الذي ربّاه جبريل كافر شقي ابتدع عبادة العجل.
3 -
هجرة موسى أو خروجه من أرض مصر بنصيحة رجل من أقصى المدينة بالابتعاد عن مصر، كانت خيرا كلها، فإنه صاهر شعيبا عليه السلام، وأوحى الله إليه بالنبوة، وكانت نصيحة الرجل له من تيسير الله له وفضله عليه؛ لأنها كانت سببا في نجاته وبعثته. وهكذا فإن من توكل على الله صانه وحماه.
4 -
لا أثر لقوة البشر وتآمرهم على الإنسان إذا لازمته العناية الإلهية، فإن بأس فرعون وملأه لم يلحق ضررا بموسى. وانظر إلى هذه المحاورة الحادة، إذ قال له فرعون:{إِنِّي لَأَظُنُّكَ يا مُوسى مَسْحُوراً} [الإسراء 101/ 17] فأجابه موسى بعد تلطف كثير وصبر على الجدال بالباطل: {لَقَدْ عَلِمْتَ ما أَنْزَلَ هؤُلاءِ إِلاّ رَبُّ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ بَصائِرَ، وَإِنِّي لَأَظُنُّكَ يا فِرْعَوْنُ مَثْبُوراً} [الإسراء 102/ 17].
5 -
الفرج الإلهي يأتي بعد الشدة، ونصرة الحق تأتي عند اشتداد الأزمة، فقد دافع رجل مؤمن من آل فرعون يكتم إيمانه عن موسى، وحذر فرعون وآله بطش الله، غير خائف ولا مبال به وبسلطته، ضاربا الأمثال بالأمم الخالية، كما جاء في قوله تعالى في سورة غافر:{وَقالَ رَجُلٌ مُؤْمِنٌ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَكْتُمُ إِيمانَهُ: أَتَقْتُلُونَ رَجُلاً أَنْ يَقُولَ: رَبِّيَ اللهُ، وَقَدْ جاءَكُمْ بِالْبَيِّناتِ مِنْ رَبِّكُمْ..} .
[28 - 35].
6 -
إذا فاضت مشاعر الإيمان في النفس، هانت أمامها كل الصعاب، فإن السحرة آمنوا برب موسى، غير مبالين بفرعون وسطوته.
7 -
الصبر مفتاح الفرج وحميد العاقبة، فإن بني إسرائيل صبروا على أذى فرعون بتقتيل الأبناء واستحياء النساء ثم أعقبهم الله الحسنى بما صبروا:{وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ الْحُسْنى عَلى بَنِي إِسْرائِيلَ بِما صَبَرُوا} [الأعراف 137/ 7].
وتعرضوا لهجوم الرومان بقيادة «طيطس» الروماني، فخربوا بيتهم المقدس وهيكلهم الضخم، بعد سنة 71 م فتركوا فلسطين ثم عادوا إليها بعد وفاة موسى وأسسوا مملكة أريحا، واحتلوا جهات من الحجاز، كتيماء ووادي القرى وفدك وخيبر ويثرب، وبنوا فيها المصانع والحصون، انتظارا لظهور النبي الذي