الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الدليل الثالث:
(487)
ما رواه أبو داود، قال: حدثنا عبد الله بن عمرو بن أبي الحجاج (أبو معمر)، حدثنا عبد الوارث، عن الحسين، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة، قال: أخبرتني زينب بنت أبي سلمة،
أن امرأة كانت تهراق الدم، وكانت تحت عبد الرحمن بن عوف، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمرها أن تغتسل عند كل صلاة وتصلي
(1)
.
[رجاله ثقات إلا أنه أعل بالإرسال]
(2)
.
فالراجح عندي رواية ابن أبي ذئب والليث بن سعد، وعمرو بن الحارث، وإبراهيم ابن سعد، ومعمر، وما وافقها من رواية الأوزاعي وابن عيينة.
وأن الحديث ثابت عن الزهري عن عروة وعمرة عن عائشة. والله أعلم.
(1)
سنن أبي داود (293).
(2)
اختلف فيه على يحيى بن أبي كثير.
فرواه حسين المعلم، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة، عن زينب بنت أبي سلمة، أن امرأة كانت تهراق الدم
…
وذكرت الحديث كما سبق.
وخالفه هشام الدستوائي، فرواه عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة، أن أم حبيبة بنت جحش سألت النبي صلى الله عليه وسلم، وهذا مرسل.
ورواه الأوزاعي عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة مرسلاً، وجعل المستحاضة هي زينب بنت أبي سلمة.
وقد جاء في العلل لابن أبي حاتم (1/ 50): "سألت أبي عن حديث رواه هشام ومعمر وغيرهما، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة، عن أم حبيبة أنها استحيضت فأمرها رسول الله صلى الله عليه وسلم أن تغتسل لكل صلاة" فلم يثبته، وقال: الصحيح عن هشام الدستوائي، عن يحيى، عن أبى سلمة أن أم حبيبة سألت النبي صلى الله عليه وسلم، وهو مرسل، وكذا يرويه حرب بن شداد وقال الحسين المعلم، عن يحيى عن أبي سلمة، قال: أخبرتني زينب أن امرأة كانت تهراق الدم.
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
وهو مرسل اهـ.
واعتبر أبو حاتم رواية أبي داود مرسلة، أعني رواية حسين المعلم، وكذا اعتبرها ابن القطان الفاسي في كتابه "بيان الوهم والإيهام" فإنه قال (549) بعد أن ذكر رواية أبي داود:"وهو حديث مرسل فيما أرى، وزينب ربيبة النبي صلى الله عليه وسلم معدودة في التابعيات، وإن كانت إنما ولدت بأرض الحبشة، فهي إنما تروي عن عائشة، وأمها أم سلمة".
وعدها العجلي كذلك في التابعيات. انظر: معرفة الثقات (2/ 453).
والراجح في رواية أبي داود أنها موصولة، لأن زينب صحابية، ولها رواية في صحيح البخاري (3492) من طريق كليب، حدثتني ربيبة النبي صلى الله عليه وسلم وأظنها زينب - قالت: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الدباء والحنتم والمقير والمزفت، لكن ينبغي أن تعل هذه الرواية الموصولة بالرواية المرسلة من طريق هشام والأوزاعي، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة، قال هشام أن أم حبيبة بنت جحش سألت النبي صلى الله عليه وسلم، وقال الأوزاعي: أن زينب بنت أبي سلمة كانت تعتكف مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وهي تهريق الدم فجعلها هي المستحاضة، فهذه صريحة بالإرسال. والله أعلم.
تخريج الحديث:
أخرج الحديث ابن الجارود (115) حدثنا محمد بن يحيى، قال: ثنا أبو معمر، قال: ثنا عبد الوارث به.
أما رواية هشام عن يحيى بن أبي كثير.
فقد أخرجها البيهقي (1/ 351) من طريق مسلم بن إبراهيم، عن هشام، عن يحيى بن أبى كثير، عن أبي سلمة أن أم حبيبة بنت جحش سألت النبي صلى الله عليه وسلم قالت: إني أهراق الدم فأمرها أن تغتسل عند كل صلاة وتصلي.
فهذه الرواية مع كونها مرسلة، ليس فيها ذكر لزينب بنت أبي سلمة.
وأما رواية الأوزاعي عن يحيى بن أبي كثير.
فهي عند البيهقي أيضاً (1/ 351) من طريق بشر بن بكر، ثنا الأوزاعي، ثنا يحيى بن أبي كثير، قال: حدثني أبو سلمة وعكرمة مولى مولى ابن عباس، أن زينب بنت أم سلمة كانت تعتكف مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وهى تهريق الدم، فأمرها رسول الله صلى الله عليه وسلم أن تغتسل لكل صلاة".
وأخرجه أحمد (6/ 71)، وأبو داود (293) من طريق حسين وأخرجه ابن ماجه