الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
تمهيد
تعريف النفاس:
النفاس لغة، قال في تاج العروس:"النِّفاس بالكسر: ولادة المرأة" اهـ
(1)
.
وفي المصباح المنير: "مأخوذ من النَّفس، وهو الدم، ومنه قولهم: "لا نفس له سائلة: أي: لا دم له يجري، وسمي الدم نفساً؛ لأن النفس التي هي اسم لجملة الحيوان، قوامها بالدم. والنفساء من هذا" اهـ
(2)
.
وقال ثعلب: النفساء: الوالدة، والحامل، والحائض.
وقال أبو حاتم: نفست، على ما لم يسم فاعله. وحكى ثعلب: نُفِسَت ولداً، على فعل المفعول، والولد منفوس. ومنه الحديث:"ما من نفس منفوسة": أي مولودة. وفي حديث ابن المسيب: "لا يرث المنفوس حتى يستهل صارخاً".
ومنه قولهم: ورث فلان هذا قبل أن ينفس فلان: أي قبل أن يولد.
ويقال: نُفِسَت، ونَفِست: كـ عُني، وسَمِع. نفساً، ونفاسة، ونِفاساً: أي ولدت. وأما الحيض فلا يقال فيه إلا نَفِست، قاله الأزهري
(3)
.
التعريف الإصطلاحي:
اختلفت تعريفات الفقهاء لاختلافهم في حكم الدم الخارج مع الولادة، أو قبلها متصلاً بها، فمن اعتبر الدم الخارج قبل الولادة أو معها متصلاً بها، من اعتبره
(1)
تاج العروس (9/ 18).
(2)
المصباح المنير (ص: 317).
(3)
بتصرف تاج العروس (9/ 18).
نفاساً أدخله في الحد، ومن لم يعتبره لم يدخله.
تعريف الحنفية:
قالوا: هو الدم الخارج عقب الولادة
(1)
.
وزاد ابن الهمام في شرح فتح القدير: "من الفرج". ليخرج ما لو ولدت ولدها من بطنها، فإنها تكون عندهم صاحبة جرح سائل، لا نفساء. اهـ
(2)
.
وهي كثيرة في عصرنا هذا، وتسمى ولادة قيصرية.
وتعريف الحنفية صريح بأنه لا يعتبر الدم الخارج أثناء الولادة نفاساً؛ لأنهم قصروه على الدم الخارج عقب الولادة.
تعريف المالكية:
عرفه خليل في مختصره: بأنه دم خرج للولادة.
قال في الشرح الكبير: "النفاس دم صفرة أو كدرة خرج من القبل للولادة، معها أو بعدها لا قبلها على الأرجح"
(3)
.
وقال في الشرح الصغير: النفاس للولادة، معها أو بعدها، ولو بين توأمين
(4)
.
ثم قال: "أما ما خرج قبلها فالراجح أنه حيض".
(1)
شرح فتح القدير (1/ 186)، بدائع الصنائع (1/ 41)، المبسوط (3/ 210).
(2)
شرح فتح القدير (1/ 186).
(3)
الشرح الكبير المطبوع بهامش حاشية الدسوقي (1/ 174).
(4)
الشرح الصغير (1/ 216).