الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
(6) كِتابُ صَلَاةُ المُسَافِرِينَ
* حديث يعلي بن أمية، قلت لعمر بن الخطاب: إنما قال الله عز وجل: {إِنْ خِفْتُمْ أَنْ يَفْتِنَكُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا} وقد أمن الناس فقال: عجبت مما عجبت منه. الحديث.
مسلم، وقد تقدم في "باب الوضوء".
696 -
[1841]- حديث عائشة: سافرت مع النبي صلى الله عليه وسلم فلما رجعت قال: "مَا صَنَعْتِ في سَفَرِكِ؟ " قلت: أتممت الذي قصرت، وصمت الذي أفطرت. قال:"أَحْسَنْتِ".
النّسائيّ (1) والدارقطني (2) والبيهقي (3) من حديث العلاء بن زهير، عن عبد الرحمن بن الأسود، عن عائشة: أنها اعتمرت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم من المدينة إلى مكة، حتى إذا قدمت مكة قالت: يا رسول الله، بأبي أنت وأمي، أتممتُ وقصرتَ، وأفطرتُ وصمتَ، فقال:"أَحْسَنْتِ يَا عَائِشَة"، وما عاب علي.
وفي رواية الدارقطني (4): عمرة في رمضان.
واستُنكر ذلك، فإنه صلى الله عليه وسلم لم يعتمر في رمضان، وفيه اختلاف في اتصاله، قال الدارقطني (5): عبد الرحمن أدرك عائشة ودخل عليها وهو مراهق.
(1) سنن النّسائيّ (رقم 1456).
(2)
سنن الدارقطني (2/ 188).
(3)
السنن الكبرى (3/ 142).
(4)
سنن الدارقطني (2/ 188).
(5)
المصدر نفسه.
قلت: وهو كما قال، ففي "تاريخ البخاري"(1) وغيره ما يشهد لذلك.
وقال أبو حاتم (2): أدخل عليها وهو صغير ولم يسمع منها.
قلت: وفي ابن أبي شيبة والطحاوي ثبوت سماعه منها.
وفي رواية الدارقطني، عن عبد الرحمن عن أبيه، عن عائشة، قال أبو بكر النيسابوري من قال فيه:"عن أبيه"، فقد أخطأ.
واختلف قول الدارقطني فيه فال في "السنن"(3) إسناده حسن.
وقال في "العلل": المرسل أشبه.
[1842]
. وللدارقطني (4). من طريق عطاء، عن عائشة، كان النبي صلى الله عليه وسلم يقصر في السفر وتتم، ويفطر وتصوم.
وصحح إسناده. ولفظ "تتم وتصوم" بالمثناة من فوق، وقد استنكره أحمد، وصحته بعيدة فإن عائشة كانت تتم، وذكر عروة أنها تأولت ما تأول عثمان، كما في "الصحيح"(5) فلو كان عندها عن النبي صلى الله عليه وسلم رواية ، لم يقل عروة عنها: إنها تأولت، وقد ثبت في "الصحيحين"(6) خلاف ذلك.
(1) التاريخ الكبير للبخاري (5/ 252). وفيه: قال أبو نعيم: حدثنا العلاء بن زهير الأزدي حدثني عبد الرحمن بن الأسود، كنت أدخل على عائشة رضي الله تعالى عنها بغير إذن، وأنا غلام حتى إذا احتلمت استأذنت، فعرفت صوتي، فقالت: يا عدو نفسه فعلتها، قلت: نعم يا أمتاه. قالت: ادخل.
(2)
الجرح والتعديل (5/ 209).
(3)
سنن الدارقطني (2/ 188).
(4)
سنن الدارقطني (2/ 189).
(5)
صحيح البخاري (رقم 1090).
(6)
صحيح البخاري (رقم 1090). وصحيح مسلم (رقم 685).
697 -
[1843]- حديث: أن النبي صلى الله عليه وسلم ومن معه ومن المهاجرين لما حجوا قصروا بمكة، وكان لهم بها أهل وعشيرة.
متفق عليه (1) بغير هذا السياق، عن أنس قال: خرجنا مع النبي صلى الله عليه وسلم من المدينة إلى مكة، فكان يصلي ركعتين ركعتين حتى رجعنا إلى المدينة، قلت: كم أقام بمكة؟ قال: عشرا.
698 -
قوله: وروي أنه صلى الله عليه وسلم دخل مكة عام حجة الوداع يوم الأحد، وخرج يوم الخميس إلى منى كل ذلك يقصر.
لم أر هذا في رواية مصرحة بذلك، وإنما هذا مأخوذ من الاستقراء:
[1844]
- ففي "الصحيحين "(2) عن جابر: قدمنا مكة صبح رابعة.
[1845]
- وفي "الصحيحين"(3): أن الوقفة كانت الْجُمُعَة. وإذا كان الرابع يوم الأحد، كان التاسع يوم الْجُمُعَة بلا شك، فثبت أن الخروج كان يوم الخميس.
وأمّا القصر:
[1846]
. فرواه أنس قال: خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم من المدينة إلى مكة يصلي ركعتين ركعتين، حتى رجعنا إلى المدينة.
(1) صحيح البخاري (رقم1081). وصحيح مسلم (رقم 693).
(2)
صحيح البخاري (رقم 2506) وصحيح مسلم (رقم 1216).
(3)
انظر: صحيح البخاري (رقم 45) وصحيح مسلم (رقم 3017) من حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه.
متفق عليه (1).
*حديث: أن عمر منع أهل الذمة.
يأتي في آخر الباب.
699 -
[1847]- حديث: يقيم المهاجر بعد قضاء نسكه ثلاثًا.
متفق عليها (2) من حديث العلاء بن الحضرمي.
700 -
[1848]- حديث: أنه صلى الله عليه وسلم أقام بتبوك/ (3) عشرين يوما.
أحمد (4) وأبو داود (5) عنه، عن عبد الرزاق، عن معمر، عن يحيى، عن محمَّد بن عبد الرحمن بن ثوبان، عن جابر بهذا.
قال أبو داود: غير معمر لا يسنده.
ورواه ابن حبان (6) والبيهقي (7) من حديث معمر. وصححه ابن حزم (8) والنووي (9) وأعله الدّارقطني في "العلل" بالإرسال والانقطاع، وأنّ علي بن
(1) هو المتقدم قريبا.
(2)
صحيح البخاري (رقم 3933). وصحيح مسلم (رقم 1352).
(3)
[ق/204].
(4)
مسند الإِمام أحمد (14139).
(5)
سنن أبي داود (رقم 1235)
(6)
صحيح ابن حبان (الإحسان/ رقم 2749، 2752).
(7)
السنن الكبرى (3/ 152).
(8)
المحلى (5/ 28).
(9)
المجموع (4/ 300 - 301).
المبارك وغيره من الحفاظ رووه عن يحيي بن أبي كثير عن ابن ثوبان مرسلا، وأن الأوزاعي رواه عن يحيى، عن أنس فقال: بضع عشرة.
قلت: وبهذا اللفظ رواه جابر، أخرجه البيهقي (1) من طريقه بلفظ: غزوت مع النبي صلى الله عليه وسلم غزوة تبوك فأقام بها بضع عشرة، فلم يزد على ركعتين حتى رجع.
[1849]
. وروى الطبراني في "الأوسط"(2) من حديث أنس مثل حديث الباب، وهو ضعيف، فإنه من رواية الأوزاعي، عن يحيى، عن أنس، وهو معلول بما تقدم.
وقد اختلف فيه على الأوزاعي أيضًا، ذكره الدارقطني في "العلل" وقال:
الصحيح عن الأوزاعي، عن يحيى: أن أنسا كان يفعل.
قلت: ويحيى لم يسمع من أنس.
701 -
قوله: ثبت أنه صلى الله عليه وسلم أقام عام الفتح على حرب هوازن أكثر من أربعة أيام يقصر.
فروي عنه: أنه أقام سبعة عشر؛ رواه ابن عباس، وروي أنه أقام تسعة عشر، وروي أنه أقام ثمانية عشر رواه عمران بن حصين، وروى عشرين.
قال في "التهذيب": اعتمد الشافعي رواية عمران لسلامتها من الاختلاف.
[1850]
- أما رواية ابن عباس بلفظ: سبعة عشر- بتقديم السين- فرواها
(1) السنن الكبرى (3/ 152).
(2)
المعجم الأوسط (رقم 3927).
أبو داود (1) وابن حبان (2) من حديث عكرمة عنه.
وأمّا روايته بلفظ: تسعة عشر. بتقديم التاء - فرواها أحمد (3) والبخاري (4) من حديث عكرمة أيضًا.
[1851]
- وأما رواية عمران بن حصين؛ فرواها أبو داود (5) والترمذي (6) والبيهقي (7) من حديث علي بن زيد بن جدعان، عن أبي نضرة، عن عمران بن حصين، قال: غزوت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وشهدت معه الفتح، فأقام بمكة ثماني عشرة لا يصلي إلا ركعتين، يقول:"يا أهل البلد صلوا أربعًا؛ فإنا قوم سفر".
حسنه الترمذي، وعلي ضعيف؛ وإنما حسّن الترمذيّ حديثَه لشواهده، ولم يَعتبر الاختلافَ في المدَّة، كما عرف من عادة المحدِّثين من اعتبارهم الاتِّفاقَ على الأسانيد دون السِّياق.
[1852]
- وأما رواية من ق الذيه:"عشرين"؛ فرواها عبد بن حميد في "مسنده"(8) حدثنا عبد الرزاق، أخبرنا ابن المبارك، عن عاصم، عن عكرمة عن ابن عباس: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما افتتح مكة أقام عشرين يوما يقصر الصلاة.
(1) سنن أبي داود (رقم 1230).
(2)
صحيح ابن حبان (الإحسان/ رقم 2750).
(3)
مسند الإِمام أحمد (رقم 1958).
(4)
صحيح البخاري (رقم 4298).
(5)
سنن أبي داود (رقم 1229).
(6)
سنن الترمذي (رقم 545).
(7)
السنن الكبرى (3/ 151).
(8)
المنتخب من مسند عبد ابن حميد (رقم582).