الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
عمران بن حصين: الميت يعذب ببكاء الحي، فقالوا: كيف يعذب ببكاء الحي؟ فقال عمران: قد قاله رسول الله-صلى الله عليه وسلم.
فائدة
اختلف النّاس في تأويل هذا الحديث - كما سيأتي في حديث عائشة - واختار الطبري في "تهذيبه": أن المراد بالبكاء، ما كان من النّياحة المنهي عنها، وأن المراد بالعذاب الذي يعذب به الميّت ما يناله من الأذى بمعصية أهله لله.
واختار هذا جماعة من الأئمة، من اَخرهم الشّيخ تقي الدين ابن تيمية (1) والله أعلم.
981 -
[2659]- حديث عائشة: رحم الله عمر، والله ما كذب، ولكنه أخطأ أو نسي، إنما مرّ رسول الله-صلى الله عليه وسلم على يهودية وهم يبكون عليها، فقال:"إنّهُم يَبْكُونَ عَلَيها، وَإنَّهَا تُعَذَّبُ في قَبْرِهَا". انتهى.
وهذا اللّفظ الذي أورده، إنما قالته عائشة في الزد على ابن عمر، وأما الرد على عمر فقالت: يرحم الله عمر، والله ما حدّث رسول الله-صلى الله عليه وسلم: إنّ الله يعذب المؤمنين ببكاء أحد، ولكن قال:"إنّ الله يَزِيدُ الْكَافِرَ عَذابًا بِبُكاءِ أَهْلِهِ عَلَيْه"(2).
(1) انظر: مجموع الفتاوى (24/ 374).
(2)
صحيح مسلم (رقم929).
وقد أنكر النووي على الرافعي ما أورده، وقال/ (1): إنه تبع فيه الغزّالي (2)، وهو غلط، وقد روى عبد المحسن البغدادي، من طريق حبيب بن أبي حبيب، عن عبد الرحمن بن القاسم، عن عائشة، بلغها: أن ابن عمر يحدث عن أبيه: إنّ الميت يعذب ببكاء أهله عليه، فقالت: يرحم الله عمر وابن عمر، والله ما هما بكاذبين، ولكنهما وَهمَا.
ولمسلم (3) من طريق ابن أبي مليكة: لما بلغها قول ابن عمر: إنكم لتحدّثون عن غير كاذِبَيْن ولا مُكَذَّبَيْن، ولكن السّمع يخطئ.
982 -
قوله: ورد لفظ الشهادة على المبطون، والغريق، والغريب والميت عشقًا والميتة طلقا.
[2660]
- أمّا المبطون والغريق فلمسلم (4) عن أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعًا: "مَنْ مَاتَ بِالْبَطْنِ فَهُو شَهِيد، وَالْغَرِيقُ شَهِيدٌ".
[2661]
-وفي "الصحيحين"(5) عنه مرفوعًا: "الشّهَداء خَمْسَةٌ: الْمَطْعُون، وَالْمَبْطُونُ، والغَرِق، وَصاحِبُ الْهَدْمِ و [الشَّهِيد] (6) في سَبيلِ الله".
(1)[ق/ 276].
(2)
الوسيط، للغزالي (2/ 394).
(3)
صحيح مسلم (رقم929).
(4)
صحيح مسلم (رقم 1915).
(5)
صحيح البخاري (رقم 2829)، وصحيح مسلم (رقم 1914).
(6)
ما بين المعقوفتين ساقط من "الأصل".
ولمالك (1) والترمذي (2) وابن حبان (3) نحوه: والقتيل في سبيل الله.
[2662]
- ورواه النسائي (4) من حديث عقبة بن عامر.
[2663]
- ولأبي داود (5) من حديث أم حرام: "المائِدُ في الْبحْرِ الّذي يُصيبُه الْقَيْءُ، لَه أجر شَهِيدٍ، وَالْغَريق لَه أجرُ شَهِيدَيْن (6).
[2664]
-ولأبي داود (7) والنسائي (8) وابن حبان (9) والحاكم (10) من حديث جابر بن عتيك مرفوعًا: "الشهَادَة سَبْعٌ سِوَى الْقَتْل في سَبِيل الله: الْمَطْغون، وَالْغَرِق، وَصَاحِبِ، ذَاتِ الْجَنْبِ، وَالمَبْطونُ، وَصَاحِب الْحَرِيقِ وَالذي يَمُوت تَحْتَ الْهَدْمِ، وَالْمَرْأة تَمُوت بُجمْع".
[2665]
- وأما الغريب، فرواه ابن ماجه (11) من حديث عكرمة عن ابن عباس مرفوعًا:"مَوْت الْغَرِيبِ شَهَادَةٌ". وإسناده ضعيف؛ لأنه أخرجه من طريق
(1) الموطأ (1/ 131).
(2)
سنن الترمذي (رقم1063).
(3)
صحيح ابن حبان (الإحسان/رقم 1388).
(4)
سنن النسائي (رقم3163).
(5)
سنن أبي داود (رقم2493).
(6)
في "الأصل"؛ (شهيد) والمثبت منْ "م" و "ب" و "د" وسنن أبي داود".
(7)
سنن أبي داود (رقم3111).
(8)
سنن النسائي الكبرى (رقم 1973).
(9)
صحيح ابن حبان (الإحسان/ رقم 3189، 3190).
(10)
مستدرك الحاكم (1/ 351 - 352).
(11)
سنن ابن ماجه (رقم 1613).
الهذيل بن الحكم، عن عبد العزيز بن أبي رواد، عن عكرمة. والهذيل منكر الحديث، قاله البخاري (1).
وذكر الدارقطني في "العلل" الخلاف فيه على الهذيل هذا، وصحح قول من قال: عن الهذيل، عن عبد العزيز، عن نافع، عن ابن عمر. واغتر عبد الحق بهذا، وادعى أنّ الدّارقطني صححه من حديث ابن عمر (2)، وتعقبه ابن القطان (3). فأجاد. ورواه الدارقطني في "الأفر اد" والبزار من وجه آخر، عن عكرمة، وإسناده ضعيف أيضًا، تفرد به إبراهيم بن بكر الشيباني، عن عمر بن ذر، عن عكرمة.
قال ابن عدي (4): ان إبراهيم هذا يسرق الحديث، وأشار إلى أنه سرقه من الهذيل.
ورواه العقيلي (5) وقال: روي عن طاوس مرسلًا. وهو أولى.
[2666]
- ورواه الطبراني (6) من طريق أخرى، [عن ابن عباس](7)، وفيه: عمرو بن الحصين، وهو متروك.
[2667]
- ورواه العقيلي (8) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه، وفيه أبو رجاء الخراساني،
(1) التاريخ الأوسط (المطبوع باسم الصغير 2/ 140).
(2)
الأحكام الوسطى (2/ 1154)، والأحكام الصغرى (1/ 347).
(3)
بيان الوهم والإيهام (2/ 263 - 265).
(4)
الكامل لابن عدي (1/ 257).
(5)
الضعفاء (4/ 365 - 366).
(6)
المعجم الكبير (رقم 11034).
(7)
في "الأصل"(وابن حبان) وهو تصحيف.
(8)
الضعفاء (2/ 288).
وهو منكر الحديث.
وقال ابن الجوزي في "العلل"(1): هذا الحديث لا يصح، قال أحمد بن حنبل: هو حل يث منكر.
[2776]
-[ورواه](2) أبو موسى في "الذيل" في ترجمة عنترة جد عبد الملك ابن هارون بن عنترة في حديث، وهو في الطبراني، ولا يصح أيضًا.
وأما الميت عشقا، فاشتهر من رواية سويد بن سعيد الحدثاني، عن علي بن مسهر، عن أبي يحيى القتات، عن مجاهد:
[2669]
- عن ابن عباس قال: قال رسول الله-صلى الله عليه وسلم: "مَنْ عَشِقَ فَعَفَّ وَكَتَمَ، ثُمّ مَاتَ مَاتَ شَهِيدًا".
وقد أنكره على سويد الأئمة، قاله ابن عدي في "كامله"(3).
وكذا أنكره البيهقي وابن طاهر، وقال ابن حبان (4): من روى مثل هذا عن علي بن مسهر تجب مجانبة روايته.
وسويد بن سعيد هذا، وإن/ (5) كان مسلم أخرج له في "صحيحه" فقد اعتذر مسلم عن ذلك وقال: إنه لم يأخذ عنه إلا ما كان عاليا، وتوبع عليه. ولأجل هذا أعرض عن مثل هذا الحديث.
(1) العلل المتناهية (2/ 892).
(2)
في "الأصل": (وروي) والمثبت من "م" و "ب".
(3)
لم أجده فيه.
(4)
كتاب المجروحين (1/ 352).
(5)
[ق/ 277].
وقال أبو حاتم الرازي (1): صدوق. وأكثر ما عيب عليه التدليس والعمى.
وقال الدارقطني (2): كان لما كبر يقرأ عليه حديث فيه بعض النكارة فيجيزه.
وقال يحيي بن معين. لما بلغه أنّه روى أحاديث منكرة، لُقّنَها بعد عماه، فتلقن: لو كان لي فرس ورمح لكنت أغزو سويد بن سعيد (3).
وقال الحاكم (4). بعد أن رواه من حديث محمد بن داود بن علي الظاهري، عن أبيه، عن سويد.:[أنا أتعجب](5) من هذا الحديث، فإنه لم يحدث به غير سويد، وهو وداود، وابنه محمَّد ثقات. انتهى.
وقد روي من غير حديث داود وابنه، أخرجه ابن الجوزي (6) من طريق محمد ابن المرزبان عن أبي بكر الأزرق عن سويد. وروي من غير حديث سويد فرواه ابن الجوزي في "العلل"(7) من طريق يعقوب بن عيسى، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، نحوه.
ويعقوب ضعّفه أحمد بن حنبل.
ورواه الخطيب من طريق الزّبير بن بكار، عن عبد الملك بن الماجشون، عن عبد العزيز بن أبي حازم، عن ابن أبي نجيح، به.
(1) الجرح والتعديل (4/ 240).
(2)
انظر: العلل المتناهية (2/ 772).
(3)
كتاب المجروحين لابن حبان (1/ 352).
(4)
في تاريخ نيسابور، كما في البدر المنير (5/ 372).
(5)
في "الأصل": (إنما العجب) والمثبت منْ "م" و "ب" و"د".
(6)
العلل المتناهية (2/ 771).
(7)
العلل المتناهية (2/ 771 - 772).